وقال ميمون بن مهران: لا تمارين عالماً ولا جاهلاً، فإنك إن ماريتَ عالماً خزن عنك علمه، وإن ماريتَ جاهلاً خشن صدرك.
وقال عبدالرحمن بن أبي ليلى: لا أماري صاحبي، فإما أن أكذبه وإما أن أُغضبه.
وقال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شرًّا، فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وقال عبد الكريم الجزري: ما خاصم ورع في الدين قط.
وقال مالك بن أنس: المراء يقسِّي القلوب، ويُورث الضغائن.
وقال أيضاً: كلما جاء رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد عليه السلام لجدله.
وقال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمت خسارته.
وقال الشافعي: المراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن.
وقال محمد بن الحسين: من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة.
وعن الحسن قال: ما رأينا فقيهًا يماري.
وقال: إنما يخاصم الشاك في دينه.
وقال مسلم بن يسار: إيَّاكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته.
وقال جعفر بن محمد: إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
وقال معاوية بن قرة: الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
وقال محمد بن الحسين: وعند الحكماء: أنَّ المراء أكثره يغيِّر قلوب الإخوان، ويُورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس.
وقال محمد بن علي: لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنهم يخوضون في آيات الله.
وجاء رجل إلى الحسن فقال: أنا أناظرك في الدين، قال الحسن: أنا قد عرفت ديني، فإن كان دينك قد ضل منك فاذهب فاطلبه.
[ما أنواع المجادلة؟]
قال ابن عثيمين: المجادلة والمناظرة نوعان:
النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بها.