للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٠ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (خَيْرُ صُفُوفِ اَلرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ اَلنِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) رَوَاهُ مُسْلِم.

===

(خَيْرُ صُفُوفِ اَلرِّجَالِ أَوَّلُهَا) أي: أكثرها ثواباً وأجراً.

(وَشَرُّهَا آخِرُهَا) قال النووي: والمراد بشر الصفوف أقلها ثواباً وفضلاً، وأبعدها من مطلوب الشرع.

• ما أفضل صفوف الرجال؟

أولها، وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل الصف الأول.

عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ (ألَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟) فَقُلنَا: يَا رَسُول اللهِ، وَكَيفَ تُصَفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: ((يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ)) رواه مُسلِم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا) متفقٌ عَلَيهِ.

وعنه قَالَ: قال رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (خيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أوَّلُهَا). رواه مُسلِم

وعن أبي سعيد الخدرِيِّ -رضي الله عنه-: أنَّ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رأى في أصْحَابِهِ تَأَخُّراً، فَقَالَ لَهُمْ (تَقَدَّمُوا فَأتَمُّوا بِي، وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله) رواه مُسلِم.

• ما خير صفوف النساء؟

آخرها.

لقوله -صلى الله عليه وسلم- (وَخَيْرُ صُفُوفِ اَلنِّسَاءِ آخِرُهَا).

• هل صفوف النساء أفضلها آخرها مطلقاً سواء صلين مع الرجال أو لوحدهن، أو المراد إذا صلين مع الرجال؟

اختلف العلماء في ذلك على قولين:

القول الأول: أنهم إذا صلين منفردات عن الرجال فخير صفوفهن أولها.

وهذا اختاره النووي، والصنعاني.

وقالوا: أن المراد بالحديث إذا صلين مع الرجال.

قال النووي: وأما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها.

القول الثاني: إن خير صفوف النساء آخرها مطلقاً، سواء صلين منفردات أو مع الرجال.

لعموم الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>