٢٣٥ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لَا يَقْطَعُ اَلصَّلَاةَ شَيْءٌ، وَادْرَأْ مَا اِسْتَطَعْتَ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ.
===
• ما صحة حديث الباب؟
الحديث ضعيف ولا يصح، لأنه من رواية مجالد سعيد وهو ضعيف، وهو أيضاً قد اضطرب في هذا الحديث.
• حديث الباب دليل لمن؟
دليل لجمهور العلماء أن الصلاة لا يقطعها شيء، وقد أجاب القائلون بالقطع، بأن هذا الحديث ضعيف ولا يصح.
بابُ اَلْحَثِّ عَلَى اَلْخُشُوعِ فِي اَلصَّلَاةِ
• عرف الخشوع؟
الخشوع لغة: السكون والانخفاض، قال تعالى (وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ).
والخشوع في الصلاة: حضور القلب بين يدي الله وسكون الجوارح واستحضار ما يقوله المصلي أو يفعله.
• ما حكم الخشوع في الصلاة؟
اختلف العلماء في حكم الخشوع في الصلاة على قولين:
القول الأول: أنه واجب.
ورجحه الغزالي، والقرطبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
أ- لقوله تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) والتدبر لا يتصوّر بدون الوقوف على المعنى.
ب- ولحديث ابن عباس. قال -صلى الله عليه وسلم- (إن الرجل ينصرف من صلاته وما كتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها) رواه أبو داود.
ج- ولقوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين.
د- ولقوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ … أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون) قال ابن تيمية: فأخبر سبحانه أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم.
القول الثاني: أنه سنة وليس بواجب.
وهذا مذهب جماهير العلماء.
أ- لقوله -صلى الله عليه وسلم- ( … فَإِذَا قُضِىَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ يَخْطُرُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا. لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِى كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ) متفق عليه.
وجه الدلالة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره في هذه الصلاة التي قد أغفله الشيطان فيها، حتى لم يدر كم صلى: بأن يسجد سجدتي السهو، ولم يأمرها بإعادتها.
وهذا الراجح.