للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما حكم قول (أما بعد) في الخطب؟

مستحب.

وكان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقولها.

فقد جاء في الحديث (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، ما من شيء لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار).

وجاء في حديث آخر (فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فو الله إني لأعطي الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي … ).

وهي أداة شرط بمعنى: مهما يكن من شيء.

ويؤتى بها للانتقال من الخطبة إلى الموضوع.

وقد اختلف العلماء في أول من قالها:

فقيل: داود -عليه السلام-، رواه الطبراني وفي إسناده ضعف.

وقيل: أول من قالها يعقوب، رواه الدار قطني.

وقيل: أول من قالها يعرب بن قحطان.

وقيل: كعب بن لؤي.

وقيل: قيس بن ساعدة.

قال الحافظ: والأول أشبه.

قال ابن رجب: وقد قيل: أن هذه الكلمة فضل الخطاب الذي أوتيه داود -عليه السلام-، وقد سبق ذكر ذلك في أول الكلام في الكلام على حديث كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل (أما بعد؛ فاني ادعوك بدعاية الإسلام).

والمعنى في الفصل بأما بعد: الإشعار بأن الأمور كلها وان جلت وعظمت فهي تابعة لحمد الله والثناء عليهِ، فذاك هوَ المقصود بالإضافة، وجميع المهمات تبع له من أمور الدين والدنيا.

ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أقطع) وفي روايةٍ: (أجذم).

<<  <  ج: ص:  >  >>