والأرجح هو قول الجمهور، ويُحمل فعل طاوس رحمه الله - إن صح عنه - على توكيد هذا الاستحباب؛ حيث إن أمره بالإعادة كان لابنه في سياق تعليمه، لا لعامة المصلين، وهو احتمال ذكره أبو العباس القرطبي، وارتضاه جمع من الأئمة، حيث قال: ويحتمل: أن يكون ذلك إنما أمره بالإعادة تغليظًا عليه؛ لئلا يتهاون بتلك الدعوات، فيتركها، فيُحْرَم فائدتها، وثوابها. (المفهم).
• متى يقال هذا الدعاء، هل في التشهد الأول أم الأخير؟
يقال في التشهد الأخير لرواية مسلم ( … إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ اَلتَّشَهُّدِ اَلْأَخِيرِ … ).
• هل تشرع الاستعاذة من جهنم؟
نعم، وهي من صفات عباد الرحمن.
قال تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم) رواه مسلم.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (من استعاذ بالله من النار ثلاثاً، قالت النار: اللهم أعذه من النار) رواه الترمذي.
• ماذا تشمل الاستعاذة من جهنم؟
الاستعاذة من جهنم تشمل أمرين: العذاب نفسه، والأسباب الموصلة إليها.
• اذكر أدلة ثبوت عذاب القبر؟
عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
قال تعالى (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (استعيذوا بالله من عذاب القبر).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدله الله به مقعداً من الجنة، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه من الثقلين). متفق عليه
وعن عائشة أنها سألت رسول -صلى الله عليه وسلم- عن القبر؟ قال: (نعم، عذاب القبر حق). متفق عليه
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول). متفق عليه
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: (اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ونعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات). متفق عليه
وعن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر .. ) رواه مسلم.
وأجمع المسلمون على ثبوته.