للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ماذا نستفيد من قوله (لو يعلم المار … )؟

نستفيد: أن غير المار (الجالس أو الواقف) لا يضر.

ويدل لذلك حديث عائشة قالت (كنت أنام بين يدي

• هل يجوز أن يجعل إنساناً سترة له؟

نعم يجوز.

لحديث عائشة السابق.

قال ابن قدامة: فَإِنْ اسْتَتَرَ بِإِنْسَانٍ فَلَا بَأْسَ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مَقَامَ غَيْرِهِ مِنْ السُّتْرَةِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ حُمَيْدٍ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَجُلًا يُصَلِّي، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَوَلَّاهُ ظَهْرَهُ، وَقَالَ بِثَوْبِهِ هَكَذَا، وَبَسَطَ يَدَيْهِ هَكَذَا.

وَقَالَ: صَلِّ، وَلَا تُعَجِّلْ.

وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إذَا لَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَلِّنِي ظَهْرَكَ.

رَوَاهُمَا النَّجَّادُ بِإِسْنَادِهِ.

• هل يحرم المرور بين يدي المصلي في الحرم أم لا؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: أنه حرام حتى في المسجد الحرام.

وهذا مذهب الشافعية.

أ- لعموم حديث الباب، وليس هناك دليل يخص مكة أو المسجد الحرام.

وقد ثبت في حديث جابر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى ركعتي الطواف جعل المقام بينه وبين البيت).

ومن تراجم البخاري في صحيحه: باب السترة بمكة وغيرها، ثم أورد تحتها حديث أبي جحيفة قال (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْهَاجِرَةِ فَصَلَّى بِالْبَطْحَاءِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَنَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً وَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بِوَضُوئِهِ).

قال ابن حجر: … فأراد البخاري التنبيه على ضعف هذا الحديث وأن لا فرق بين مكة وغيرها في مشروعية السترة واستدل على ذلك بحديث أبي جحيفة وقد قدمنا وجه الدلالة منه وهذا هو المعروف عند الشافعية وأن لا فرق في منع المرور بين يدي المصلي بين مكة وغيرها واغتفر بعض الفقهاء ذلك للطائفين دون غيرهم للضرورة وعن بعض الحنابلة جواز ذلك في جميع مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>