١٨ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ الْلَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. وَعِنْدَ الْأَرْبَعَةِ: (أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ).
١٩ - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الْلَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (دِبَاغُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ طُهُورُهاَ) صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
٢٠ - وَعَنْ مَيْمُونَة قَالَتْ: (مَرَّ رَسُولُ الْلَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِشَاةٍ يَجُرُّونَهَا، فَقَالَ: "لَوْ أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا؟ " فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: "يُطَهِّرُهَا الْمَاءُ وَالْقَرَظُ") أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
===
(إِذَا دُبِغَ) الدباغة معناها: إزالة النتن والرطوبة من الجلد بمواد خاصة.
(الْإِهَابُ) وهو الجلد قبل أن يدبغ.
(يُطَهِّرُهَا) أي: الميتة.
(وَالْقَرَظُ) نوع من الشجر يستعمل في معالجة الجلود ودباغها، وفي الوقت الحاضر يكون دباغ الجلود في المصانع الكبيرة وبواسطة المستحضرات الكيماوية.
• هل يطهر جلد الميتة إذا دبغ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال؟
القول الأول: يطهر بالدباغ جلد كل ميتة مطلقاً حتى الكلب والخنزير.
وهذا قول داود الظاهري، وهو اختيار ابن عبد البر، ورجحه الشوكاني.
أ-لعموم الأدلة، فالأحاديث الواردة لم يُفرّق فيها بين الكلب والخنزير وما عداهما.
كحديث الباب - حديث ابن عباس - (إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ) فهو نص صريح في طهارة جلد الميتة بالدباغ.
فقوله (إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ … ) وإهاب هذه نكرة في سياق الشرط فتعم كل إهاب.
وكحديث (دباغ جلود الميتة طهورها).
القول الثاني: أنه لا يطهر جلد الميتة بالدباغ مطلقاً.
وهذا مذهب الحنابلة.
قال ابن قدامة: وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.