٤٧٠ - عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، - عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ ذَاتِ اَلرِّقَاعِ صَلَاةَ اَلْخَوْفِ (أَنَّ طَائِفَةً صَلَّتْ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ اَلْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِاَلَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ اِنْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ اَلْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمْ اَلرَّكْعَةَ اَلَّتِي بَقِيَتْ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ.
وَوَقَعَ فِي "اَلْمَعْرِفَةِ" لِابْنِ مَنْدَهْ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ أَبِيهِ.
٤٧١ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (غَزَوْتُ مَعَ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا اَلْعَدُوَّ، فَصَافَفْنَاهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِنَا، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ، وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى اَلْعَدُوِّ، وَرَكَعَ بِمَنْ مَعَهُ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَكَانَ اَلطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ فَجَاءُوا، فَرَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْن) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَفْظُ اَلْبُخَارِيِّ.
===
(عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ) بفتح الخاء وتشديد الواو، أي ابن جبير بن النعمان الأنصاري، تابعي ثقة، ليس له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد [قاله الحافظ].
(خوات) صحابي جليل أول مشاهده أحد.
وقد اختلف في صحابي هذا الحديث، فقد ورد عند البخاري ومسلم من طريق شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات بن جبير، عن سهل بن أبي حثمة … الحديث.
وأخرج ابن منده في (معرفة الصحابة) عن صالح بن خوات عن أبيه، فيكون خوات والد صالح هو المبهم، واختار هذا الحافظ كما هنا، ووجه ذلك: أن سهل بن أبي حثمة كان صغيراً، فقد جزم الطبري، وابن حبان، وابن السكن، وغير واحد بأن سنّه وقت وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمان سنين.
(يَوْمَ ذَاتِ اَلرِّقَاعِ) أي غزوة ذات الرقاع، سميت بذلك لأن الصحابة رقت أقدامهم وتأثرت من المشي، فجعلوا يلفون عليها الخرق كالترفع لها، وقد ورد هذا صريحاً في صحيح مسلم عن أبي موسى، وقيل: لأنهم رقّعوا فيها راياتهم، وقيل: بشجرة في ذلك الموضع، يقال لها: ذات الرقاع، وقيل: لأن خيلهم كان بها سواد وبياض.
ورجح السهيلي والنووي السبب الذي أبو موسى، ثم قال النووي: ويحتمل أن تكون سميت بالمجموع.
واختلف متى كانت: قيل: في سنة ٧ هـ بعد خيبر، ورجحه البخاري، وقيل: بعد بني النضر، وقيل: بعد الخندق، قال ابن القيم: هذا هو المشهور عند أهل السير.
(وِجَاهَ اَلْعَدُوِّ) بكسر الواو، أي مقابل.
(فَصَلَّى بِاَلَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ) لما قام -صلى الله عليه وسلم- إلى الركعة الثانية.
(ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا) أي: أتمت هذه الطائفة التي صلت معه الركعة الأولى.
(لِأَنْفُسِهِمْ) بإضافة الركعة الثانية.
(ثُمَّ) بعد سلامهم من صلاتهم.
(اِنْصَرَفُوا) إلى العدو.
(قِبَل نجد) أي جهة نجد [نجد اليمان].
(فوازينا العدو) أي قابلناهم.