• ما الجواب عن حديث ابن عباس ( … لم يسجد منذ تحول إلى المدينة).
الجواب من وجهين:
أولاً: أنه حديث ضعيف لمخالف للأحاديث الصحيحة.
ولذلك ضعفه البيهقي، وعبد الحق، والنووي، وابن حجر، وغيرهم.
ثانياً: على فرض ثبوته، فإن حديث أبي هريرة مقدم عليه، لأنه مثبت، وحديث ابن عباس نافٍ، والمثبت مقدم على النافي.
• هل السجدة الثانية في الحج من مواضع السجود أم لا؟
أولاً: اتفق العلماء على أن السجدة الأولى في الحج من مواضع السجود، كما نقله النووي، وابن حجر.
ثانياً: الخلاف في السجدة الثانية.
ذهب الحنفية إلى أنها لا يسجد بها. قالوا: إن آخر الحج، السجود فيها سجود الصلاة، لاقترانه بالركوع، بخلاف الأولى، فإن السجود فيها مجرد عن ذكر الركوع.
والصحيح أنه يسجد فيها.
لورود الأحاديث في ذلك، لكنها لا تصح.
- كحديث عقبة بن عامر المذكور في الباب.
- وحديث عمرو بن العاص: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ خمس عشرة سجدة في القرآن، منها: ثلاث في المفصل، وفي الحج سجدتان) رواه أبو داود لكنه ضعيف
إلا أن عمل الصحابة على السجود فيها قد يستأنس به على مشروعيتها، ولا سيما لا يعرف لهم مخالف.
قال النووي: فممن أثبتها: عمر بن الخطاب، وعلي، وابن عمر، وأبو الدرداء، وأبو موسى، وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية، ومالك، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود.
قال ابن المنذر: قال أبو إسحاق _ يعني السبيعي التابعي الكبير _أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين.
• هل سجدة (ص) من مواضع السجود؟
اختلف العلماء في ذلك:
ذهب الشافعية إلى أنه لا يسجد فيها.
لحديث ابن عباس (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد في (ص) وقال: سجد هنا داود توبة، ونحن نسجدها شكراً) رواه النسائي
والصحيح أنها موضع سجود.
لحديث أبي سعيد: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ (ص) وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما هي توبة نبي، ولكن قد رأيتكم تشزنتم، فنزل وسجد وسجدوا) رواه أبو داود.