• ما تعريف الغش؟
الغش: هو كتم عيب المبيع أو الثمن.
قال ابن عرفة: في حدوده: إبداء البائع ما يوهم كمالاً في مبيعه كاذباً أو كتم عيبه.
وقال في لسان العرب: الغش نقيض النصح.
• ما معنى قوله (من غش فليس مني) وفي الرواية الثانية (من غشنا فليس منا)؟
أي: ليس على طريقنا وهدينا.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: ومعناه عند أهل العلم أنه ليس ممن اهتدى بهدينا، واقتدى بعلمنا وعملنا وحسن طريقتنا … وهكذا القول في كل الأحاديث الواردة بنحو هذا القول، كقوله -صلى الله عليه وسلم- من غش فليس منا وأشباهه.
وقال ابن حجر: (ليس منا) أي ليس على طريقتنا أو ليس متبعا لطريقتنا لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أن يرعبه بحمل السلاح عليه لإرادة قتاله أو قتله ونظيره (من غشنا فليس منا) و (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب) وهذا في حق من لا يستحل ذلك، فأما من يستحله فإنه يكفر باستحلال المحرم بشرطه لا مجرد حمل السلاح، والأولى عند كثير من السلف إطلاق لفظ الخبر من غير تعرض لتأويله ليكون أبلغ في الزجر، وكان سفيان بن عيينة ينكر على من يصرفه عن ظاهره فيقول: معناه ليس على طريقتنا، ويرى أن الإمساك عن تأويله أولى لما ذكرناه.
• اذكر بعض صور الغش؟
الغش له صور كثيرة:
منها: غش الراعي لرعيته.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) متفق عليه.
ومنها: الغش في البيوع والمعاملات.
كما في حديث الباب.
يقول ابن حجر مبيناً هذا النوع من الغش: الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع، أو مشتر فيها شيئًا، لو اطلع عليه مريد أخذها ما أخذها بذلك المقابل.
ومنها: الغش في النصيحة.
وذلك بعدم الإخلاص فيها، وعدم الصدق.
قال -صلى الله عليه وسلم- (الدين النصيحة) رواه مسلم.
وقال جرير (بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم) رواه مسلم.
والغش في الصناعة، والغش في النكاح، بأن تصل المرأة شعرها بشعر غيرها، أو تدعي أنها بكر ونحو ذلك،
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- أن الصدق والبيان والنصح في البيع سبب للبركة، لحديث (فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما).
- وجوب إظهار العيب، وتحريم كتمه، ليكون المشتري على علم وبصيرة.
- أن التدليس في البيع حرام، وهو أن يخفي العيب، وللمشتري الخيار.
- الغش يناقض الإيمان، لأن من مقتضى الإيمان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، والغش ينافي ذلك.
- حرص الشريعة على إبعاد كل ما يؤدي إلى الضرر بالمسلم.
- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- على ولي الأمر إنكار المنكرات ووعظ أصحابها.