للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٠٤ - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لَا تَسُبُّوا اَلْأَمْوَاتَ; فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا) أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي.

===

(لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ) السب هو الشتم واللعن.

(أَفْضَوْا) أي: وصلوا إلى ما عملوا من خير أو شر.

[ماذا نستفيد من الحديث؟]

نستفيد: تحريم سب الأموات.

هل هذا الحكم عام للمسلم والكافر أو فقط للمسلم؟

قال بعض العلماء: يشمل هذا الميت المسلم والكافر.

وقال بعضهم: هذا خاص بأموات المسلمين.

والراجح أن الكافر إذا كان مؤذياً للمسلمين ولا يتأذى قريبه الحي المسلم فإن ذلك لا بأس.

والمسلم إن كان فاسقاً أو مبتدعاً فإنه يسب للتحذير من شره، ولكن دون وجود أقاربه.

لماذا نهيَ عن سب الأموات؟

نهي عن سب الأموات لحكم، منها:

أولاً: لأنهم أفضوا وقدموا إلى ما عملوا.

ثانياً: أن في ذلك إيذاء لأقاربهم الأحياء.

ثالثاً: أن ذلك غيبة.

ما الجمع بين ما جاء في الصحيحين من حديث أنس قال: (مُرَّ بجنازة فأثني عليها خيراً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وجبت وجبت وجبت، ومُرَّ بجنازة فأثني عليها شراً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وجبت وجبت وجبت … فلما سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك قال: من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار) وحديث الباب؟

الجمع:

أ-أن النهي عن سب الأموات هو في غير المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة، فأما هؤلاء فلا يحرم ذكرهم بشر للتحذير من طريقهم ومن الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم، وهذا الحديث محمول على أن الذي أثنوا عليه شراً كان مشهورً بنفاق أو نحوه. [قاله النووي]

وقيل: يحمل النهي على ما بعد الدفن، والجواز على ما قبله ليتعظ به من يسمعه.

وقيل: يكون النهي العام متأخراً فيكون ناسخاً، وهذا ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>