قال النووي: حليلة جارك: أي تزني بها برضاها، وذلك يتضمن الزنا وإفسادها على زوجها واستمالة قلبها إلى الزاني وذلك أفحش، وهو مع امرأة الجار أشد قبحاً وأعظم جرماً، لأن الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه ويأمن بوائقه ويطمئن إليه، وقد أمر بإكرامه والإحسان إليه، فإذا قابل ها كله بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن غيره منه كان في غاية القبح.
والزنا بزوجات المجاهدين أعظم من غيرهن.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وُقّف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم) رواه مسلم.
وزنا الشيخ الكبير أعظم من زنا الشاب.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر) رواه مسلم
وقال -صلى الله عليه وسلم- (أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المحتال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر) رواه النسائي.
والزنا بالمحارم.
قال -صلى الله عليه وسلم- (من وقع على ذات محرم فاقتلوه) رواه الترمذي.
[اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟]
- أن الذنوب بعضها أشد من بعض.
- أن أعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل النفس بغير الحق.
- قال القاضي عياض: قدم هذه الثلاثة الأشياء، لاعتياد الجاهلية بها من الكفر بالله، وفاحشة الزنا، ووأد البنات.
- نبه بقوله (حليلة جارك) إلى عظيم حقه، وأنه يجب له عليك من الغيرة عليه من الفاحشة ما يجب لحليلتك.
- وجوب التوكل على الله.
- أن الخالق هو الله.
- ذم من ينكر نعمة الله.
- أن المستحق للعبادة هو الله لأنه هو الخالق.
- الرد على من يقللون النسل بحجة الفقر أو الخوف من الفقر.
- عظم حق الجار.
- ذم الخيانة.
- وجوب النفقة على الولد.
- أن الذنوب تعظم وتكبر حسب ما يقارنها من أسباب ودوافع.
- معرفة الشر وطرقه لتجنبه.
- تحريم إفساد المرأة على زوجها بأي طريقة من الطرق.