• ما الحكمة من تحريم الحرير على الرجال؟
أولاً: لما فيه من الإسراف والتبذير والعجب.
ثانياً: أنه ثوب رفاهية وزينة فيليق بزي النساء دون شهامة الرجال.
قال ابن القيم: حرّم - يعني الحرير - لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث وضد الشهامة والرجولة، فإن لبسه يكسب القلب صفة من صفات الإناث، ولهذا لا تكاد تجد من يلبسه في الأكثر إلا وعلى شمائله من التخنث والتأنث والرخاوة ما لا يخفى حتى لو كان من أشهم الناس، وأكثرهم فحولة ورجولية
ثالثاً: لما فيه من مشابهة الكفار والمشركين كما في حديث حذيفة ( … فإنه لهم في الدنيا، وهو لكم في الآخرة).
قال ابن حجر: واختلف في علة تحريم الحرير على الرجال على رأيين مشهوريين:
أحدهما: الفخر والخيلاء.
والثاني: لكونه ثوب رفاهية وزينة.
• هل لبس الحريم للرجال خاص بالكبار دون الصغار؟
لا، بل يحرم لبس الحرير حتى على الصغار.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (هذان حرام على ذكور أمتي … ) والصبي من الذكور.
قال ابن تيمية: وأما لباس الحرير للصبيان الذين لم يبلغوا، ففيه قولان مشهوران للعلماء، لكن أظهرهما أنه لا يجوز، فإن ما حرم على الرجال فعله حرم عليه أن يمكّن منه الصغير.
• اذكر الحالات التي يجوز فيها لبس الحرير؟
الحالة الأولى: أن يكون الحرير في الثوب يسيراً. (وقد ضبطوا اليسير بألا يتجاوز أربع أصابع).
لحديث الباب (حديث عمر).
قال النووي: وفي هذه الرواية: إباحة العَلَم من الحرير في الثوب إذا لم يَزد على أربع أصابع، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور.
الحالة الثانية: حالة الضرورة، والحاجة إلى لبس الحرير.
لحديث أنس (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، في القمص الحرير في السفر من حكة كانت بهما) متفق عليه.
(الحكة) هي الجرب ونحوه.
قال الشوكاني: والحديث يدل على جواز لبس الحرير لعذر الحِكة، والقمل عند الجمهور، وقد خالف في ذلك مالك، والحديث حجة عليه.
وقال رحمه الله: والتقييد بالسفر بيان للحال الذي كانا عليه، لا للتقييد، وقد جعل السفر بعض الشافعية قيداً في الترخيص، وهو ضعيف.