• ماذا نستفيد من قوله (يحمد الله)؟
نستفيد: مشروعية حمد الله في الخطبة.
وقد اختلف العلماء في حكم حمد الله في الخطبة على قولين:
القول الأول: أنها ركن، فلا تصح الخطبة بدونها.
وهذا مذهب الشافعية، والحنابلة.
أ-لحديث الباب: (يحمد الله ويثني عليه … ).
قال النووي: فيه دليل للشافعي أنه يجب حمد الله في الخطبة، وينبغي لفظه، ولا يقوم غيره مقامه.
ب-ولحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم) رواه أبو داود.
القول الثاني: أنه سنة ليس بواجب.
وبه قال الحنفية، والمالكية، وهو ظاهر كلام ابن تيمية، والشيخ السعدي.
قال شيخ الإسلام: ولا يكفي في الخطبة ذم الدنيا وذكر الموت، بل لا بد من مسمى الخطبة عرفاً، ولا تحصل باختصار يفوت المقصود.
وقال الشيخ السعدي: … والصواب أنه إذا خطب خطبة يحصل بها المقصود والموعظة، أن ذلك كاف وإن لم يلتزم بتلك المذكورات، نعم من كمال الخطبة الثناء على الله وعلى رسوله … ).
والراجح الأول.
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- أنه ينبغي أن يكون مضمون الخطبة: الثناء على الله وحمده، وبيان العقيدة الصحيحة، والتحذير من البدع، والدعوة إلى السنة، وفيها الترغيب والترهيب.
- استحباب سلوك طريق محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- أن كل طريق غير طريق محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو ضلال.
- التحذير من البدعة.
أولاً: البدعة هي: التعبد لله بما ليس عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا خلفاؤه الراشدون.
ثانياً: كل البدع ضلال من غير تفصيل.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (كل بدعة ضلالة). رواه مسلم
فهذا حكم عام، فمن خصصه أو قيده فقد أخطأ، ومما يدل على التحذير من البدع:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه
ثالثاً: البدعة تستلزم عدة محاذير:
تستلزم تكذيب قول الله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم) لأنه إذا جاء ببدعة جديدة يعتبرها ديناً، فمقتضى ذلك أن الدين لم يكمل.
تستلزم القدح في الشريعة، وأنها ناقصة.
تستلزم القدح في المسلمين الذين لم يأتوا بها.
تستلزم القدح في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأن هذه البدعة إما أن يكون الرسول لم يعلم بها وحينئذٍ يكون جاهلاً، وإما أن يكون قد علم بها ولكن كتمها، فيكون كاتماً للرسالة أو بعضها.