للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٩٧ - وَعَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ (اَللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَدْوَاءِ) أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ وَاللَّفْظِ لَه.

===

- (وَعَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ) بضم القاف وإسكان الطاء.

(اَللَّهُمَّ جَنِّبْنِي) أي: باعدني، أي: اجعلني في جانب وهي في جانب.

(مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ) أي: الأخلاق المنكرة.، كالقتل، والشرك، والزنا وغيرها.

(وَالْأَعْمَالِ) أي: ومنكرات الأعمال.

(وَالْأَهْوَاءِ) أي: الأهواء المنكرة المضلة.

(وَالْأَدْوَاءِ) جمع داء، أي: وأعوذ بك من الأدواء المنكرة، وهي الأمراض

والمقصود بمنكرات الأدواء هو سيء الأسقام؛ كالاستسقاء والسل والمرض المزمن الطويل. إلخ.

وقد ورد في الحديث الشريف عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يقول: اللهم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ.

[ماذا نستفيد من الحديث؟]

نستفيد استحباب الدعاء بهذا الدعاء.

وعلى المؤمن أن يباعد عن كل خلق سيء من قول أو فعل.

كان -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعاء الاستفتاح (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ. اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ).

وقال تعالى عن إبراهيم (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ).

وقال تعالى عن يوسف عليه السلام (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ).

قال ابن تيمية: فيه عبرتان:

إحداهما: اختيار السجن والبلاء على الذنوب والمعاصي.

والثانية: طلب سؤال الله ودعائه أن يثبت القلب على دينه ويصرفه إلى طاعته، وإلا فإذا لم يثبت القلب وإلا صبا إلى الآمرين بالذنوب وصار من الجاهلين.

وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول ( … وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلَاقِ لَا يَهْدِى لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّى سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّى سَيِّئَهَا إِلاَّ

أَنْتَ … ) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>