٢٩٣ - وَعَنْ اِبْنِ بُحَيْنَةَ -رضي الله عنه- (أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
٢٩٤ - وَعَنْ اَلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
===
(كَانَ إِذَا صَلَّى) أي: إذا سجد.
(فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ) أي: باعد بين يديه، أي: عضديه.
(حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ) أي: حتى يظهر.
(وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ) عن الأرض.
• اذكر بعض صفات السجود الموافقة للسنة؟
الصفة الأولى: إبعاد العضدين عن الجنبين، والمبالغة في ذلك.
وقد جاء عن ميمونة قالت (لو أن بهمة شاءت أن تمر لمرت).
• ما الحكمة من هذه الصفة؟
أ- لأجل أن تنال اليدان حظهما من الاعتماد والاعتدال في السجود.
ب- أن يبتعد الساجد عن مظاهر الكسل والفتور.
ج- أن السجود على هذه الهيئة دليل على النشاط والقوة.
الصفة الثانية: وضع الكفين على الأرض.
لحديث البراء، وهذه واجبة كما سبق.
في حديث ابن عباس: (أمرت … ).
الصفة الثالثة: رفع الذراعين عن الأرض.
أ-لحديث البراء (وارفع مرفقيك).
ب-وفي حديث أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب).
لأن هذه الصفة صفة الكسلان، وتشبه بالحيوان.
• ماذا يستثنى من مسألة إبعاد العضدين؟
يستثنى مسألتين:
الأولى: إذا طال السجود ولم يستطع الإنسان أن يستمر على المجافاة، فهنا يعتمد على ركبتيه.
روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال (شكى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشقة السجود عليهم إذا تفرجوا، فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: استعينوا بالركب).
تفرجوا: يعني باعدوا العضدين عن الجنبين.
قال ابن عجلان أحد رواة الحديث: (أنه يضع مرفقيه على ركبتيه إذا أطال السجود).
ولعموم (فاتقوا الله ما استطعتم).
الثانية: إذا كان في صلاة جماعة وخشي أن يؤذي غيره، فهنا لا يستحب فعلها، لما يحصل فيها من الإيذاء لمن بجانبه.