وقال يحيي بن أكتم: النمام شر من الساحر.
وقال الحسن: من نقل إليك حديثاً، فاعلم أنه ينقل إلى غيرك حديثك.
وقال يحيي بن أبي كثير: يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة.
وكان يقال: "عمل النَّمَّام أضرُّ من عمل الشيطان؛ لأن عمل الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النَّمَّام بالمواجهة".
وقال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه هذا وأمثاله من ثمرة النميمة لأنها تهتك الأستار، وتفشي الأسرار، وتورث الضغائن، وترفع المودة، وتجدد العداوة، وتبدد الجماعة، وتهيج الحقد، وتزيد الصد.
قصة:
عن عمر بن عبد العزيز. أنه دخل عليه رجل، فذكر عنده وشاية في رجل آخر، فقال له عمر: إن شئت حققنا هذا الأمر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته إليه، فإن كنت كاذباً، فأنت من أهل هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا) وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية (هماز مشاء بنميم) وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إلى مثل ذلك أبداً.
ويقال: جاء رجل إلى الشافعي فقال له: إن فلاناً يذكرك بسوء، فقال له: إن كنت صادقاً فأنت نمام، وإن كنت كاذباً فأنت فاسق، فخجل وانصرف.
أخرى: قال رجل لوهب بن منبه: إن فلاناً يقول فيك كذا وكذا؟ قال: أما وجد الشيطان بريداً غيرك.
ماذا تفعل مع النمام؟
أولاً: عدم طاعته لأنه فاسق.
لقوله تعالى ( … إن جاءكم فاسق بنبإ فتبنوا).
ثانياً: أن ينصحه ويذم فعله.
قال تعالى (وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر).
ثالثاً: أن تبغضه في الله.
رابعاً: أن لا تظن بأخيك الغائب سوءاً.
لقوله تعالى (اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم).
[اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟]
حرص الشريعة على سد كل أمر يؤدي إلى التدابر والتقاطع بين المسلمين.
حرص الشريعة على سلامة المجتمع وتكاتفه وترابطه.
خطورة اللسان.
وجوب الإصلاح بين الناس.
الإيمان بالجنة.