جاء أحاديث ليست بثابتة النهي عن الاستعانة. (قال النووي).
من هذه الأحاديث:
أ-عن ابن عباس. قال (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي تصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه) رواه ابن ماجه. (حديث ضعيف).
ب-وعن عمر. قال (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستقي ماء لوضوئه، فبادرته استقي له فقال: مه يا عمر، فإني أكره أن يشركني في طهوري أحد) رواه أبو يعلى. (حديث ضعيف).
ج- وعن العباس بن عبد الرحمن المدني. قال (خصلتان لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكلهما إلى أحد من أهله، كان يناول المسكين بيده، ويضع الطهور من الليل ويخمره) رواه ابن أبي شيبة. (حديث ضعيف).
• ما حكم تنشيف الأعضاء بعد الوضوء.
قيل: يكره.
وقيل: مباح ورجحه ابن المنذر.
وهذا هو الصحيح.
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني: لَا بَأْسَ بِتَنْشِيفِ أَعْضَائِهِ بِالْمِنْدِيلِ مِنْ بَلَلِ الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ؛ وهو المنقول عن الإمام أحمد، وقد رُوِيَ أَخْذُ الْمِنْدِيلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ عن عُثْمَان وَالْحَسَن بْن عَلِيٍّ وَأَنَس، وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وهو الأصح، لأن الأصل الإباحة.
وقال ابن القيم: ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتاد تنشيف أعضائه بعد الوضوء، ولا يصح عنه في ذلك حديث البتة، بل صح عنه خلافه.
يشير إلى ما رواه البخاري عن ابن عباس وخالته ميمونة:(أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بالمنديل فلم يمسه، وجعل يقول بالماء هكذا، يعني ينفضه).
وقال ابن المنذر: هذا الخبر لا يوجب قصر ذلك، ولا المنع منه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينه عنه، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدع الشيء المباح لئلا يشق على أمته.