الأمر الأول: جاء عند البخاري (تبتغي بذلك رضا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الأمر الثاني: جاء عند مسلم (لما كبرت سودة جعلت يومها لعائشة).
الأمر الثالث: خوفها أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت عائشة (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكْثِه عندنا، … ولقد قالت سودة حين أسنت، وفرقت أن يفارقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! يومي لعائشة، فقَبِل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها). رواه أبو داود
وقد جاء عند ابن سعد في الطبقات أوضح من هذا (قالت للرسول -صلى الله عليه وسلم-: إني أريد أن أبقى معك لأجل أن أبعث مع أزواجك يوم القيامة وإن يومي وهبته لعائشة).
• على ماذا يدل تصرفها هذا؟
يدل على أمرين:
الأول: على فقهها، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو طلقها لم تبقى من أمهات المؤمنين ولم تكن من أزواجه في الدار الآخرة.
الثاني: وكونها اختارت عائشة بالذات، هذا يدل على محبتها للرسول -صلى الله عليه وسلم- وشفقتها عليه، لأنها تعلم أن عائشة أحب نسائه إليه، فكان إهداء قسْمها لعائشة مما يسر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
• هل يجوز للواهبة الرجوع؟
الجمهور أنه يجوز أن ترجع.
• هل يجوز للمرأة أن تهب نوبتها للزوج؟
نعم يجوز، فيتصرف فيها كيف يشاء، وللزوج أن يجعلها لمن شاء من زوجاته.
لكن إن شاء جعلها للجميع، ومعنى للجميع: بدل ما كان يقسم لأربع، يصير الآن يقسم لثلاث، فصار الجميع اسْتفدْن من حقوق هذه الليلة، بخلاف ما لو أعطيت لواحدة.
وله أن يخص به واحدة منهن، لكن كونه للجميع هذا أقرب للعدل وأبعد عن الميل.