ثالثاً: أن ذلك خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
القول الثالث: إذا كان الغائب لم يصل عليه مثل النجاشي صلي عليه، وإن كان صلي عليه فقد سقط فرض الكفاية.
جمعاً بين الأدلة.
وهذا القول اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ورجحه ابن القيم وقال: لم يكن من هدي النبي وسنته الصلاة على كل ميت غائب فقد مات خلق كثير من المسلمين وهم غيّب فلم يصل عليهم وصح عنه أنه صلى على النجاشي صلاته على الميت.
وقال الخطابي: لا يُصلى على الغائب إلا إذا وقع موته بأرض ليس فيها من يصلي عليه.
وترجم بذلك أبو داود في السنن فقال: باب الصلاة على المسلم يليه أهل الشرك في بلد آخر.
وهذا القول هو الصحيح.
فائدة: قال بعض العلماء: تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين، كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك، وهذا القول رواية عن الإمام أحمد، واختارها الشيخ السعدي وبه أفتت اللجنة الدائمة.
• ما كيفية الصلاة على الميت الغائب؟
كيفية الصلاة على الميت الغائب كطريقة الصلاة على الميت الحاضر.
• ما الأفضل أن يصلى على الجنازة؟
أن الأفضل في الصلاة على الجنازة أن تكون في مصلى الجنائز كما كان الأمر على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أ-ففي حديث الباب ( … وَخَرَجَ بِهِمْ مِنَ الْمُصَلَّى).
ب-وفي حديث ابن عمر (أن اليهود جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل منهم وامرأة زنيا فأمر بهما فرجما قريباً من موضع الجنائز عند المسجد) متفق عليه.
• لكن ما حكم لو صلى على الجنازة في المسجد؟
قيل: يكره.
وهذا مذهب المالكية، والحنفية.
لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:) من صلى على الميت في المسجد فلا شيء له). رواه أبو داود
وقيل: يجوز.
لحديث عائشة قالت (ما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد) رواه مسلم.
وسيأتي مزيد بحث في حديث قادم إن شاء الله.