للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الغزالي: مهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس طالبًا للعيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق.

ويسبب عدم الثقة بالآخرين:

قال الزمخشري: قيل لعالم: من أسوأ الناس حالًا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنَّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله.

[اذكر بعض أقوال السلف في سوء الظن؟]

قال الغزالي: سوء الظن غيبة بالقلب.

وقال الخطابي: الظن منشأ أكثر الكذب.

وقال إسماعيل بن أمية: ثلاث لا يعجزن ابن آدم الطيرة وسوء الظن والحسد قال فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءاً.

وقال الحارث المحاسبي: احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل.

وقال المهلب: التباغض والتحاسد أصلهما سوء الظن، وذلك أن المباغض والمحاسد يتأول أفعال من يبغضه ويحسده على أسوأ التأويل.

[ما أسباب سوء الظن؟]

أولاً: سوء النية وخبث الطوية.

كأن ينشأ تنشئة غير صالحة.

ثانياً: اتباع الهوى.

ذلك أن الإنسان إذا اتبع هواه حتى صار الهوى إلهه الذي يعبده من دون الله، فإنه يقع لا محالة في الظنون الكاذبة التي لا دليل عليها ولا حجة.

كما قال تعالى: (فَإِنْ لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ).

<<  <  ج: ص:  >  >>