للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِي وَقَدْ سَأَلَهُ مُرَافَقَتَهُ فِي الْجَنّةِ (أَعِنّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السّجُودِ).

وَأَوّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- سُورَةُ (اقْرَأْ) عَلَى الْأَصَحّ وَخَتَمَهَا بِقَوْلِهِ (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).

وَبِأَنّ السّجُودَ لِلّهِ يَقَعُ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ كُلّهَا عُلْوِيّهَا وَسُفْلِيّهَا.

وَبِأَنّ السّاجِدَ أَذَلّ مَا يَكُونُ لِرَبّهِ وَأَخْضَعُ لَهُ وَذَلِكَ أَشْرَفُ حَالَاتِ الْعَبْدِ فَلِهَذَا كَانَ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ رَبّهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ.

وَبِأَنّ السّجُودَ هُوَ سِرّ الْعُبُودِيّةِ فَإِنّ الْعُبُودِيّةَ هِيَ الذّلّ وَالْخُضُوعُ يُقَالُ طَرِيقٌ مُعَبّدٌ أَيْ ذَلّلَتْهُ الْأَقْدَامُ وَوَطّأَتْهُ وَأَذَلّ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ وَأَخْضَعُ إذَا كَانَ سَاجِدًا.

وَقَالَ شَيْخُنَا: الصّوَابُ أَنّهُمَا سَوَاءٌ وَالْقِيَامُ أَفْضَلُ بِذِكْرِهِ وَهُوَ الْقِرَاءَةُ وَالسّجُودُ أَفْضَلُ بِهَيْئَتِهِ فَهَيْئَةُ السّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ هَيْئَةِ الْقِيَامِ وَذِكْرُ الْقِيَامِ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِ السّجُودِ وَهَكَذَا كَانَ هَدْيَ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِنّهُ كَانَ إذَا أَطَالَ الْقِيَامَ أَطَالَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ كَمَا فَعَلَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ وَفِي صَلَاةِ اللّيْلِ وَكَانَ إذَا خَفّفَ الْقِيَامَ خَفّفَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ وَكَذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ فِي الْفَرْضِ كَمَا قَالَهُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: كَانَ قِيَامُهُ وَرُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ وَاعْتِدَالُهُ قَرِيبًا مِنْ السّوَاءِ وَاَللّه أَعْلَمُ .... (زاد المعاد).

• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟

- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يملك لأحد أن يدخله الجنة.

- حرص الصحابة على الفوز بمرافقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الآخرة.

- قوله (مرافقتك) المراد القرب منه -صلى الله عليه وسلم-، لا أن يساويه في المنزلة.

- اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في إصلاح أصحابه وترتيبهم.

- أن أفضل الطاعات تحقيق العبودية.

- أن نظر الصحابة إلى الآخرة.

- الصحابي ربيعة بن كعب أحد المتشرفين بخدمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يبيت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه بوضوئه، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكافئه على عمله وخدمته.

- ففيه كرم النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكافأة هذا الصحابي، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه).

- جواز استخدام الرجل الحر.

- الجنة إنما تنال بمجاهدة النفس في الطاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>