للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما المستحب للحاج في يوم عرفة؟

يستحب للحاج أن يتفرغ للدعاء في يوم عرفة.

وينبغي أن يكون حال الدعاء مستقبل القبلة وإن كان الجبل خلفه أو يمينه أو شماله، لأن السنة استقبال القبلة، ويرفع اليدين، ولا يزال هكذا ذاكراً ملبياً داعياً راجياً من الله أن يجعله من عتقائه الذين يباهي بهم الملائكة كما في الحديث: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: (ماذا أرادوا هؤلاء).

• قال شيخ الإسلام: لم يعين النبي -صلى الله عليه وسلم- لعرفة دعاء خاصاً ولا ذكراً خاصاً، بل يدعو بما شاء من الأدعية.

• إلى متى يجب البقاء في عرفة؟

يجب البقاء بعرفة إلى غروب الشمس، ثم الدفع بعد الغروب.

أ-لأن هذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال جابر ( … فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتَّى غَرَبَتِ اَلشَّمْسُ … ).

ب- ولأن الدفع قبل الغروب من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بمخالفتها.

• اذكر بعض الأخطاء التي يرتكبها الحجاج في عرفة؟

الأول: أن الحجاج يمرون بك ولا تسمعهم يلبون، فلا يجهرون بالتلبية في مسيرهم من منى إلى عرفة، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة في يوم العيد.

الثاني: ومن الأخطاء العظيمة الخطيرة أن بعض الحجاج ينزلون خارج عرفة، ويبقون في منزلهم حتى تغرب الشمس، ثم ينطلقون منه إلى مزدلفة، وهؤلاء الذين وقفوا هذا الموقف ليس لهم حج، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " الحج عرفة " رواه الترمذي (٨٨٩) وصححه الألباني في إرواء الغليل (١٠٦٤). فمن لم يقف في عرفة في المكان الذي هو منها، وفي الزمان الذي عين للوقوف بها فإن حجه لا يصح للحديث الذي أشرنا إليه، وهذا أمر خطير.

الثالث: أن بعض الناس إذا اشتغلوا بالدعاء في آخر النهار، تجدهم يتجهون إلى الجبل الذي وقف عنده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أن القبلة تكون خلف ظهورهم أو عن أيمانهم أو عن شمائلهم، وهذا أيضًا جهل وخطأ؛ فإن المشروع في الدعاء يوم عرفة أن يكون الإنسان مستقبل القبلة، سواء كان الجبل أمامه أو خلفه، أو عن يمينه أو عن شماله، وإنما استقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الجبل؛ لأن موقفه كان خلف الجبل، فكان -صلى الله عليه وسلم- مستقبل القبلة، وإذا كان الجبل بينه وبين القبلة فبالضرورة سيكون مستقبلاً له.

الرابع: أن بعضهم يظن أنه لا بد أن يذهب الإنسان إلى موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي عند الجبل ليقف هناك، فتجدهم يتجشَّمون المصاعب، ويركبون المشاق، حتى يصلوا إلى ذلك المكان، وربما يكونون مشاة جاهلين بالطرق فيعطشون ويجوعون إذا لم يجدوا ماءً وطعاماً، ويضلُّون في الأرض، ويحصل عليهم ضرر عظيم بسبب هذا الظن الخاطئ، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) وكأنه -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى أنه: ينبغي للإنسان ألا يتكلف ليقف في موقف النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل يفعل ما تيسر له، فإن عرفة كلها موقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>