فائدة: وقد مال بعض أهل الحديث إلى تصحيح إسلام عبد الله بن أبيّ لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى عليه، وذهل عن الوارد من الآيات والأحاديث المصرحة في حقه بما ينافي ذلك، ولم يقف على جواب شاف في ذلك، فأقدم على الدعوى المذكورة وهو محجوج بإجماع من قبله على نقيض ما قال، وإطباقهم على ترك ذكره في كتب الصحابة مع شهرته، وذكر من هو دونه في الشرف والشهرة بأضعاف مضاعفة، وقد أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في هذه القصة قال فأنزل الله تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره). قال فذكر لنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وما يغنى عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه.
القول الثاني: أن المنهي عنه هو الاستغفار الذي تُرجى إجابته، حتى يكون مقصوده تحصيل المغفرة للمستغْفَر له، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- بأبي طالب، فإنه إنما استغفر له كما استغفر إبراهيم لأبيه، على جهة أن يجيبهما الله تعالى، فيغفر للمدعو له، وهذا النوع هو الذي يتناوله منع الله ونهيه، وأما الاستغفار لأولئك المنافقين الذي خيّر فيهم فهو استغفار لساني، علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يقع ولا ينفع، وغايته لو وقع تطييب قلوب بعض الأحياء من قرابات المستغفر لهم.
قاله أبو العباس القرطبي (في المفهم)، واختاره أبو عبد الله القرطبي في التفسير.
ويدل لهذا القول رواية (لو أعلم أني إن زدتُ على السبعين يُغفر له لزدت عليها)، وهي صريحة بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد علم بأن استغفاره لن ينفعه بشيء.
القول الثالث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصل على عبد الله بن أبيّ ولم يشهد جنازته.
وهذا اختيار أبي جعفر الطحاوي.
والجواب عن هذا: بأنه قد جاء في حديث ابن عمر وابن عباس التصريح بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى عليه.
• هل يستحب المكافأة على المعروف؟
نعم تستحب.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه).
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتى لتركتهم له) رواه البخاري.
• ما الحكمة في حث الشريعة على المكافأة على المعروف؟
أولاً: تشجيع ذوي المعروف على فعل المعروف.
ثانياً: أن يسأل يكسر بها الذل الذي حصل له بصنع المعروف إليه.
ثالثاً: الاستجابة لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- أن المنافق يعامل المسلم، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه).
- حكمة الله، حيث أن الأب منافق، والابن رجل صالح.
- جواز التبرك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، كقميصه وإزاره. وهذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- دون غيره.
- جواز التكفين بثوب الواحد إذا ستر.
- قرن الحكم بالعلة، وقرن الحكم بالعلة فيه ثلاث فوائد سبقت في كتاب الطهارة.