• ما الأفضل في صلاة العشاء التقديم أو التأخير؟
الأفضل التأخير، وهذا مذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة، ونسبه الترمذي لأكثر أهل العلم.
لحديث الباب (وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ مِنْ اَلْعِشَاء).
ولحديث ابن عباس (أعتم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة بالعشاء حتى ذهب عامة الليل).
ولحديث زيد بن خالد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل). رواه الترمذي.
لكن هذا مقيد بما لم يشق على الناس، ومقيد بحديث جابر (وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا: إِذَا رَآهُمْ اِجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ)، ولذلك الغالب من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة العشاء أنه يراعي اجتماع الناس فإذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا تأخر كما في حديث جابر وقد سبق.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ (أَعْتَمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فَقَالَ: إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي) رواه مسلم.
قوله [إنه لوقتها] أي: الفاضل، وقوله [حتى ذهب عامة الليل] أي: كثير الليل لا أكثره.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ (مَكَثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ بَعْدَهُ فَلَا نَدْرِى أَشَيْءٌ شَغَلَهُ فِي أَهْلِهِ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَالَ حِينَ خَرَجَ: إِنَّكُمْ لَتَنْتَظِرُونَ صَلَاةً مَا يَنْتَظِرُهَا أَهْلُ دِينٍ غَيْرُكُمْ وَلَوْلَا أَنْ يَثْقُلَ عَلَى أُمَّتِي لَصَلَّيْتُ بِهِمْ هَذِهِ السَّاعَةَ، ثُمَّ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَلَّى) رواه مسلم.
وفي حديث ابن عباس (أن عمر قال: يا رسول الله رقد النساء والصبيان … ).
• ما السبب في أن تأخير العشاء أفضل؟
أولاً: أن فيه انتظاراً للصلاة، وفي الحديث (ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة).
ثانياً: أن تأخيرها يوافق سكون الناس وهذا أدعى إلى الخشوع.