للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٨٠ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ اَلنَّاسُ، وَالْأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي اَلنَّاسُ) رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ.

===

• ما صحة حديث الباب؟

الحديث رواه الترمذي وفي إسناده يحي بن اليمان متكلم فيه، لكن رواه الحديث من طريق ابن المنكدر عن عائشة.

ورواه الترمذي من طريق الأخنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، وبهذا يتقوى.

• ما معنى الحديث؟

قيل: إن الفطر حكماً عند الله يعتبر بإفطار الناس وتضحيتهم حتى لو حصل خطأ.

ولذلك لو أخطأ الناس في الوقوف بعرفة صح حجهم لهذا الحديث.

قال الخطابي في معنى الحديث: إن الخطأ مرفوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد، فلو أن قوماً اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض لا شيء عليهم من وزر أو عيب وكذلك في الحج إذا أخطؤوا يوم عرفة ليس عليهم إعادة.

وقيل: إن الفطر لازم للإنسان إذا أفطر الناس، والأضحى لازم للإنسان إذا ضحى الناس.

قال الترمذي: وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا الصوم والفطر مع الجماعة وعظيم الناس.

وعلى هذا: لو رأى هلال رمضان ورد قوله والناس لم يصوموا، فإنه لا يصوم، بل يكون مع الناس.

• ما حكم من رأى هلال رمضان وردت شهادته، أو رأى هلال رمضان لوحده؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال ثلاثة ذكرها شيخ الإسلام:

أحدها: أن عليه أن يصوم، وهذا مذهب الشافعي.

الثاني: يصوم ولا يفطر مع الناس.

وهذا المشهور من مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة.

الثالث: يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس.

وهذا أظهر الأقوال.

<<  <  ج: ص:  >  >>