(جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ) وفي الرواية الثانية (أنَّ نفراً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: جاء في رواية: (جاء ثلاثة رهط) قال ابن حجر: ولا منافاة بين الروايتين، فالرهط من ثلاثة إلى عشرة، والنفر من ثلاثة إلى تسعة. (يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وفي الرواية الثانية (عن عمله في السر) أي: فيما لا يطلع عليه إلا أزواجه. (فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا) أي: استقلوها، أي رأى كل واحد منهم أنها قليلة. (قَالَ أحدُهُم: أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً. وَقالَ الآخَرُ: وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ أَبَداً وَلا أُفْطِرُ. وَقالَ الآخر: وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أتَزَوَّجُ أبَداً) وفي لفظ (فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا آكُلُ اللَّحْمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاش). (فجاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم) وفي رواية (فحمد الله) وفي رواية النسائي (فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله). (فَمَنْ رَغِبَ) الرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره. (عَنْ سُنَّتِي) المراد بالسنة الطريقة لا التي تقابل الفرض. (فَلَيْسَ مِنِّي) أي: ليس على طريقتي ومنهجي.
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد: الحث على النكاح وأنه سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد روى البخاري عن سعيد بن جبير. قال: قال لي ابن عباس (هل تزوجت؟ قلت: لا، قال: تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء) رواه البخاري.
قوله (فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء):
قال الحافظ ابن حجر: قيل المعنى: خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيره ممن يتساوى معه فيما عدا ذلك من الفضائل، والذي يظهر أن مراد ابن عباس بالخير النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالأمة أخصاء أصحابه، وكأنه أشار إلى أن ترك التزويج مرجوح، إذ لو كان راجحاً ما آثر النبي -صلى الله عليه وسلم- غيره.