للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٩ - وَعَنْ أَنَسٍ، عَنْ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ.

===

(رُصُّوا صُفُوفَكُمْ) من الرص، يقال رص العنان يرصيه رصاً إذا ألصق بعضه ببعض، ومنه قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوص)، ومعناه تضاموا وتلاصقوا حتى يتصل ما بينكم.

(وَقَارِبُوا بَيْنَهَا) أي بين الصفوف.

(وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ) جمع عنق، والمراد به الرقبة.

(خلل) الخلل ما يكون بين الاثنين من اتساع عند التزاحم.

(الحَذَف) غنم سود صغار حجازية.

• ما صحة حديث الباب؟

الحديث رواه أبو داود والنسائي وهو حديث صحيح.

وفيه زيادة: (فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف).

• ما حكم تسوية الصفوف؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: أنها واجبة.

وهذا مذهب ابن حزم، واختاره ابن تيمية والشيخ ابن عثيمين.

أ- لحديث الباب وفيه (رصوا … ).

وهذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.

ب- ولحديث النعمان بن بشير. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم) متفق عليه.

قال الألباني: فإن هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب كما لا يخفى.

ج- ولحديث أبي مسعود البدري. قال (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) رواه مسلم.

القول الثاني: أنه سنة مؤكدة غير واجب.

وهذا مذهب جمهور العلماء.

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ( … فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) وفي رواية: (من كمال الصلاة).

وجه الدلالة: حيث لم يذكر الحديث أن تسوية الصفوف من أركان الصلاة، ولا من واجباتها، وإنما من تمامها وحسنها، وهذا غايته الاستحباب ليس إلا.

والراجح القول الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>