للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القول الثاني: أنه لا فرق بين المبيت أكثر الليل أو أقله.

وبه قال ابن حزم.

ودليل هذا القول: إن لم يرد دليل على التحديد فلا يصار إلى شيء من ذلك إلا بدليل.

القول الثالث: أن المقدار المجزئ هو أكثر الليل.

وهذا مذهب الجمهور من المالكية وهو الأظهر عند الشافعية وهو مذهب الحنابلة.

أ-ومن أدلتهم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص للضعفة من أهله أن يدفعوا بعد منتصف الليل.

ووجه الدلالة: أن الترخيص للضعفة إنما كان لعذرهم فيدل هذا على أن من عداهم يبقون أكثر الليل.

ب- أن أكثر الشيء يقوم مكانه ممن بات أكثر الليل صار في حكم من بات جميعه.

وهذا القول هو الراجح.

• هل يجوز لأهل الأعذار المبيت خارج منى؟

نعم.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أرخص للعباس أن يبيت بمكة، وأرخص لرعاة الإبل.

• هل يعذر غير هؤلاء؟

قال الشيخ ابن عثيمين: ومثل ذلك في وقتنا الحاضر رجال المرور، والأمن، ومن ذلك الأطباء، فإنه يسمح لهم في ترك المبيت، فكل من يشتغل بمصلحة عامة يعذر في ترك المبيت قياساً على السقاية والرعاية.

• إن كان لمصلحة خاصة، مثل: مرض أو خوف، أو ضياع مال، هل يرخص له؟

نعم.

قال ابن القيم: وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد رخص لأهل السقاية، وللرعاة في ترك البيتوتة، فمن له مال يخاف ضياعه أو مريض يخاف من تخلفه عنه، أو كان مريضاً لا تُمكنه البيتوتة سقطت عنه بتنبيه النص على هؤلاء.

قال في المغني: وأهل الأعذار كالمرض ومن له مال يخاف ضياعه ونحوهم، كالرعاة في ترك البيتوتة.

• الخلاصة:

[ترك المبيت بمنى ليال أيام التشريق على تفصيل]

[الحالة الأولى: إذا كان ترك المبيت بمنى لعذر.]

سئل الشيخ ابن باز عن حكم من لم يستطع المبيت في منى أيام التشريق فقال:

لا شيء عليه لقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) سواء كان تركه المبيت لمرض أو عدم وجود مكان أو نحوهما من الأعذار الشرعية كالسقاة والرعاة ومن في حكمهما.

[الحالة الثانية: إذا ترك المبيت ليال أيام التشريق لغير عذر.]

قال الشيخ رحمه الله: من ترك المبيت بمنى أيام التشريق بدون عذر فقد ترك شيئاً شرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله وبدلالة ترخيصه لبعض أهل الأعذار مثل الرعاة وأهل السقاية. والرخصة لا تكون إلا مقابل العزيمة، ولذلك اعتبر المبيت بمنى أيام التشريق من واجبات الحج في أصح قولي أهل العلم، ومن تركه بدون عذر شرعي فعليه دم، لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (من ترك نسكاً أو نسيه فليرق دماً) ويكفيه دم واحد عن ترك المبيت أيام التشريق.

• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟

- المراد بالمبيت: الإقامة بمنى أكثر الليل.

- الرخصة في عدم المبيت في منى لصاحب سقاية الحاج ولرعاة الإبل.

- يسر الشريعة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>