وعن ابن عمر (أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر) رواه البخاري.
هذا وقد اضطربت أقوال العلماء في تعيين الصلاة التي يقنت فيها:
فمنهم من قال: إنه منسوخ.
ومنهم من قال: إلا في المغرب والفجر.
وذهب آخرون: إلى أنه منسوخ إلا الفجر فقط.
والصواب أنه مشروع في الصلوات كلها، وفي بعضها دون بعض.
• متى يكون القنوت؟
يشرع في آخر ركعة من الصلاة بعد الركوع وقبله.
وأكثر الأحاديث وأقواها على أنه بعده.
أحاديث قنوته بعد الركوع:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لأقربن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده).
وعن محمد بن سيرين قال: (سئل أنس: أقنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصبح؟ قال: نعم. فقيل: أقنت قبل الركوع أو بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع بيسير) رواه البخاري.
قوله: (بعد الركوع بيسير):
قيل: أي قنت أياماً يسيره بعد الركوع، وهي شهر كما في الروايات.
وقيل: أي قنت بعد الركوع يسيراً، وقبل الركوع كثيراً.
أحاديث قنوته قبل الركوع:
عن أنس -رضي الله عنه- وقد سئل عن القنوت بعد الركوع أو عند فراغه من القراءة؟ قال: (بل عند الفراغ من القراءة). رواه البخاري
• اذكر بعض الأحكام الخاصة بالقنوت؟
- يشرع القنوت مدة النازلة إن كانت ذات وقت.
- لا يستحب التطويل في دعاء قنوت النازلة.
- يجهر الإمام سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية، ويؤمن المأموم، وترفع الأيدي فيه، ولا يمسح بها الوجه
فالجهر، فظاهر من الأدلة السابقة، إذ لو لم يكن يجهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء لما عرف بما ذا كان يدعو، ثم إن الغاية من الجهر إسماع المؤمنين وتأمينهم على دعائه -صلى الله عليه وسلم- ولا يتحصل ذلك إلا بالجهر.
لذلك قال الحافظ ابن حجر: وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة … أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأموم الإمام في الدعاء ولو بالتأمين، ومن ثم اتفقوا على أن يجهر به.
• يسن أن يدعو بالنازلة بما يناسب الحال، ولا ينبغي أن يطيل.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر).