جمهور العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحاً، وندم على ما فعل، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة، فيغفر الله تعالى له.
واختلفوا في قبول توبته في الدنيا، وسقوط القتل عنه على قولين:
القول الأول: يسقط عنه القتل.
القول الثاني: لا يسقط عنه القتل.
وهذا الراجح.
قال الشيخ ابن عثيمين: وهذا هو الصحيح، إلا أن ساب الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقبل توبته ويجب قتله، بخلاف من سب الله، فإنه تقبل توبته ولا يقتل، لا لأن حق الله دون حق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد إليه بأنه يغفر الذنوب جميعا، أما ساب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنه يتعلق به أمران:
الأول: أمر شرعي لكونه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن هذا الوجه تقبل توبته إذا تاب.
الثاني: أمر شخصي لكونه من المرسلين، ومن هذا يجب قتله لحقه -صلى الله عليه وسلم- ويقتل بعد توبته على أنه مسلم، فإذا قتل غسلناه وكفناه وصلينا عليه. (مجموع الفتاوى)