• ما صفة الاتكاء:
الاتِّكاء في الأكل يكون على صُوَر، منها:
أ-الاتِّكاء على راحة اليد، وأشد ما يَكون أن تكون اليد خَلْف الظهر، وهذا هو اتِّكاء اليهود.
روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث الشريد بن سويد قال (مَرّ بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟).
ب- الاتّكاء على ما أُعِدّ للاتِّكاء.
ج- التربّع، وهو أن يَقعد مُتربِّعاً.
قال ابن القيم: والاتكاء على ثلاثة أنواع:
أحدها: الاتكاء على الْجَنْب.
والثاني: التربّع.
والثالث: الاتكاء على إحدى يديه، وأكْلِه بالأخرى؛ والثلاث مذمومة. اهـ. (الزاد).
وقال ابن عثيمين: الاتكاء أن يعتمد الإنسان على يده اليمنى أو اليسرى.
واختار الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين أن التربع ليس من الاتكاء.
وقال ابن حجر: واختلف في صِفة الاتِّكاء:
فقيل: أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان.
وقيل: أن يَمِيل على أحَد شِقّيه.
وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض.
• ما علة النهي عن الأكل متكئاً؟
قيل: لأنه فعل الجبابرة والمتكبرين.
وقيل: لأنه فعل العجم.
وقيل: لأنه يؤدي إلى الأكل الكثير.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: معناه: لا آكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام ويقعد له متمكناً، بل أقعد مستوفزاً وآكل قليلاً.
وقيل: خشية أن تعظم بطونهم.
قال ابن حجر: واختلف في علة الكراهة، وأقوى ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي قال (كانوا يكرهون أن يأكلوا اتكاءة مخافة أن تعظم بطونهم) وإلى ذلك بقية ما ورد فيه من الأخبار فهو المعتمد، ووجه الكراهة فيه ظاهر، وكذلك ما أشار إليه ابن الأثير من جهة الطب والله أعلم.