للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٨٨ - وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ اَلْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا اَلرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ اَلرَّبَّ، وَأَمَّا اَلسُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي اَلدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

===

(أَلَا وَإِنِّي نُهِيت) أي: نهاني الله تعالى، ونهيه -صلى الله عليه وسلم- نهي لأمته، إذ ليس مختصاً به، بدليل قوله (فأما الركوع فعظموا فيه الرب … ) إذ معناه لا تقرءوا القرآن فيه، بل عظموا الله بالتسبيح.

(فَقَمِنٌ) بفتح القاف وكسر الميم أي: حقيق وجدير أن يستجب دعاؤكم ..

• ما حكم قراءة القرآن حال الركوع والسجود؟

منهي عنه.

أ-لحديث الباب.

ب- ولحديث علي قال (نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً).

• هل هذا النهي للكراهة أم للتحريم؟

اختلف العلماء في هذا على قولين:

القول الأول: أنه للكراهة.

وهو مذهب الجمهور.

القول الثاني: أنه للتحريم.

وهو قول بعض أهل الظاهر.

وهذا الظاهر.

• ما الحكمة من النهي عن القراءة حال الركوع والسجود؟

قيل:: لأَنَّ أَفْضَل أَرْكَان الصَّلاة الْقِيَام وَأَفْضَل الأَذْكَار الْقُرْآن، فَجَعَلَ الأَفْضَل لِلأَفْضَلِ وَنَهَى عَنْ جَعْله فِي غَيْره لِئَلا يُوهِم اِسْتِوَائِهِ مَعَ بَقِيَّة الأَذْكَار. (عون المعبود).

ويؤيد هذا القول حديث جابر. قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.

وقيل: لما كان الركوع والسجود وهما غاية الذل والخضوع مخصوصين بالذكر والتسبيح نهى -صلى الله عليه وسلم- عن القراءة فيهما، كأنه كرِهَ أن يُجمع بين كلام الله تعالى وبين كلام الخلق في موضع واحد، فيكونا على السواء. قاله الطيبي.

وقيل: لأن القرآن أشرف الكلام، إذ هو كلام الله، وحالة الركوع والسجود ذل وانخفاض من العبد، فمن الأدب أن لا يقرأ كلام الله في هاتين الحالتين. "مجموع الفتاوى" (٥/ ٣٣٨

قال الشيخ ابن عثيمين: لأن حال الركوع والسجود فيها نوع من التطامن والتواضع من الإنسان، فلا يليق أن يكون التالي له على هذه الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>