للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا) رَوَاهُ مُسْلِم.

===

(إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ) وفي رواية لمسلم (من كان منكم مصلياً … ).

• اذكر الخلاف في السنة البعدية للجمعة؟

اختلف العلماء في سنة الجمعة البعدية على أقوال:

القول الأول: أن السنة بعد الجمعة ركعتان يركعهما المصلي في بيته.

لحديث ابن عمر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته) متفق عليه.

القول الثاني: أن أقل السنة بعد الجمعة ركعتان وأكثرهما أربع ركعات سواء في المسجد أو البيت.

وهذا مذهب الشافعي وأحمد، ورجحه الشوكاني.

قال الشوكاني: والحاصل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الأمة أمراً مختصاً بهم بصلاة أربع ركعات بعد الجمعة، وأطلق ذلك ولم يقيده بكونها في البيت، واقتصاره على ركعتين كما في حديث ابن عمر لا ينافي مشروعية الأربع.

أ-لحديث الباب ( … فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا).

ب-ولحديث ابن عمر السابق (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته).

وجه الاستدلال من الدليلين: أنه -صلى الله عليه وسلم- ذكر الأربع لفضلها، وفعل الركعتين في أوقات لبيان أنها الأقل.

القول الثالث: أن أقل السنة بعد الجمعة ركعتان وأكثرها ست ركعات.

وهذا قول الحنابلة.

وجه الاستدلال من الحديثين: أنه صلى بعد الجمعة ركعتين، وأمر بأربع ركعات بعدها، وبالجمع بين فعله وأمره تكون أكثر سنة الجمعة البعدية ست ركعات.

القول الرابع: إن صلى في المسجد صلى أربعاً، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.

وهذا اختيار ابن تيمية كما نقله عنه تلميذه ابن القيم.

قال ابن القيم: وعلى هذا تدل الأحاديث، وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر (أنه كان إذا صلى في المسجد صلى أربعاً وإذا صلى في بيته صلى ركعتين.

قال الألباني: وهذا التفصيل لا أعرف له أصلاً في السنة.

القول الخامس: الأفضل أربع ركعات، لأمرين:

الأول: لأنه أكثر عملاً.

الثاني: ولأن الأربع تعلق به الأمر (فليصل بعدها أربعاً).

والراجح أنه أحياناً أربع، وأحياناً ركعتين والأكثر الأربع.

<<  <  ج: ص:  >  >>