٣٩٦ - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَلله -صلى الله عليه وسلم- (أثقَلُ اَلصَّلَاةِ عَلَى اَلْمُنَافِقِينَ: صَلَاةُ اَلْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ اَلْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا) مُتَّفَقٌ عَلَيْه.
===
(أثقل) أي أشدهما ثقلاً، والمراد بثقل الصلاة: شهودها مع الجماعة.
(ولو حبواً) جاء عند ابن أبي شيبة (ولو حبواً على المرافق والركب).
(ولو يعلمون ما فيهما) أي: علم يقين وإيمان ما في فضلهما مع الجماعة في المسجد من الثواب والفضل، وقد جاء في رواية (ولو علم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها).
• على ماذا يدل الحديث؟
الحديث يدل على أن كل الصلوات ثقيلة على المنافقين كما قال تعالى (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) وأثقلها صلاة الفجر والعشاء.
وقال ابن مسعود (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض).
والمراد بالثقل: من حيث عدم الحضور للمسجد لحديث أبي بن كعب قال (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر قال: أحاضر فلان، قالوا: لا، أحاضر فلان؟ قالوا: لا، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء … ).
• لماذا صلاة الفجر والعشاء أثقل من غيرهما من الصلوات على المنافقين؟
أ-وإنما كانت العشاء والفجر أثقل عليهما من غيرهما لقوة الداعي إلى تركهما، لأن العشاء وقت السكون والراحة والصبح وقت لذة النوم.
ب-ولأن المراءاة فيهما مفقودة غالباً حيث لا يراهم الناس في الظلام، فلا يُفقد المتخلف عنهما.
• على ماذا تدل المحافظة على الصلوات كلها؟
أن ذلك أمان من النفاق.
• اذكر خصائص صلاة العشاء والفجر؟
أولاً: أن المحافظة عليهما أمان من النفاق.
كما في حديث الباب.
ولقول ابن مسعود (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).
وقال ابن عمر (كنا إذا فقدنا الرجل صلاة العشاء أو صلاة الفجر أسأنا به الظن).
قال الحافظ ابن رجب: إسناده صحيح.
ثانياً: فيهما أجر كبير.
لحديث الباب (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً).
ثالثاً: المحافظة عليهما تعدل قيام الليل.
عن عثمان. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم.