للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٣٦ - وَعَنْهَا (أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اَلصِّدِّيقَ -رضي الله عنه- قَبَّلَ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ مَوْتِهِ) رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.

===

• اذكر لفظ الحديث كاملاً؟

عن عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ (أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- عَلَى فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ، حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا).

(فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ) بضم السين وسكون النون، موضع بعوالي المدينة، فيه منازل بني الحارث بن الخزرج، وكان أبو بكر متزوجاً منهم.

(فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أي: قصد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

(وَهُوَ مُسَجًّى) بجيم مشددة، كمُغطّى وزناً ومعنى.

(فَقَبَّلَهُ) أي: بين عينيه.

• ما حكم تقبيل الميت؟

يجوز.

لحديث الباب.

ب- ولحديث عائشة (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل عثمان بن مظعون حينما توفي). رواه الترمذي لكنه ضعيف.

قال النووي رحمه الله: يجوز لأهل الميت وأصدقائه تقبيل وجهه، ثبتت فيه الأحاديث. (المجموع).

وقال الحافظ رحمه الله: فيه جواز تقبيل الميت.

و قال الشوكاني رحمه الله:؛ لأنه لم ينقل أنه أنكر أحد من الصحابة على أبي بكر، فكان إجماعاً.

وكذلك لا حرج على المرأة أن تقبل زوجها بعد الوفاة.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: لا بأس بتقبيل الميت إذا قبله أحد محارمه من النساء، أو قبله أحد من الرجال، كما فعل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

• هل تقبيل أبو بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- تبركاً به؟

لا، إن تقبيل أبا بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- حباً له وليس تبركاً كما زعمه بعض الشراح.

فقول من يقول: إن أبا بكر قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- تبركاً، غلط من وجوه:

أولاً: من أين لنا أن أبا بكر فعل هذا تبركاً.

ثانياً: أن أبا بكر فعل هذا محبة، يدل على هذا سياق الحديث، ولذلك بكى أبو بكر، وقال: والله ما يجمع الله عليك موتتين.

ثالثاً: أنه لو فعل هذا تبركاً لبادر كل الصحابة إلى فعله.

• ما معنى قول أبي بكر (والله لا يجمع الله عليك موتتين)؟

قيل: هو على حقيقته، أشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى.

وقيل: أراد لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره إذ يحيا ليسأل ثم يموت.

وقيل: لا يجمع الله موت نفسك وموت شريعتك، والأول أصوب.

• ما حكم البكاء على الميت من غير نياحة؟

جائز.

وقد جاءت أدلة كثيرة على جوازه وستأتي إن شاء الله.

• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟

- حب أبا بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

- الموت حق، وكل نفس ذائقة الموت.

- مصداق (إنك ميت وإنهم ميتون).

<<  <  ج: ص:  >  >>