للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• أيهما أفضل الإمامة أو الأذان؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين؟

القول الأول: أن الأذان أفضل.

وهو مذهب الشافعية والحنابلة، ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن عثيمين.

أ- واستدلوا بالأحاديث التي سبقت والتي تدل على فضل الأذان.

ب-ولأن الأذان أشق.

القول الثاني: أن الإمامة أفضل.

وهو مذهب الحنفية والمالكية.

أ-لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم).

ب-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تولاها بنفسه، وكذلك خلفاؤه، ولم يتولوا الأذان، ولا يختارون إلا الأفضل.

ج-ولأن الإمامة يُختار لها من هو أكمل حالاً وأفضل.

• بماذا أجاب أصحاب القول الأول عن أدلة القول الثاني؟

قالوا: كون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقم بمهمة الأذان ولا خلفاؤه الراشدون يعود السبب فيه لضيق وقتهم عنه، لانشغالهم بمصالح المسلمين التي لا يقوم بها غيرهم، فلم يتفرغوا للأذان، ومراعاة أوقاته.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لولا الخلافة لأذَّنتُ. (الموسوعة الفقهية).

وقال الشيخ ابن عثيمين: وإنما لم يؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون؛ لأنهم اشتغلوا بأهم من المهم، لأن الإمام يتعلق به جميع الناس فلو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين.

• هل أذن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

قيل: أذن مرة في السفر.

لحديث يعلى بن بسرة: (أنهم كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم، فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على راحلته وأقام … ). رواه الترمذي

وقيل: لم يباشر الأذان.

وهذا القول هو الصحيح.

وأما الحديث السابق فهي رواية مختصرة، وقد جاءت رواية أخرى بلفظ (فأمر المؤذن فأذن وأقام).

فعرف أن معنى قوله (فأذن) أمر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>