للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٧ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ، حَتَّى يَفْرُغَ اَلْإِمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ: غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ اَلْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

===

(مَنِ اغْتَسَلَ) أي: كغسل الجنابة، كما في حديث أبي هريرة. قال -صلى الله عليه وسلم- (من اغتسل كغسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى .... ).

(ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ) أي: الموضع الذي تقام فيه صلاة الجمعة.

(فَصَلَّى) أي: من مطلق النوافل.

(ثُمَّ أَنْصَتَ) أي: سكت مستمعاً.

(غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ اَلْأُخْرَى) أي: الماضية لا المستقبلة، لما روى النسائي من حديث سلمان مرفوعاً (ما من رجل يتطهر يوم الجمعة … إلا كان كفارةً لما قبله من الجمعة) وفي رواية ابن خزيمة (غفر له ما بينه وبين الجمعة التي قبلها).

(وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) أي: من الأيام التي تأتي بعد يوم الجمعة.

• ماذا نستفيد من الحديث؟

الحديث فيه فضل من فضائل الجمعة، وهو غفران الذنوب بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام.

وهذا الأجر مرتب على هذه الأعمال أن يقوم بها، وهي:

الاغتسال، وأن يصلي ما استطاع، والإنصات، ثم الصلاة مع الإمام.

وقد جاء في حديث آخر عند البخاري بلفظ (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى).

(ويتطهر ما استطاع من طهر) قال الحافظ: يؤخذ من عطفه على الغسل أن إفاضة الماء تكفي في حصول الغسل، أو المراد به التنظيف بأخذ الشارب والظفر والعانة، أو المراد بالغسل غسل الجسد، وبالتطهير غسل الرأس.

(ويدهن) المراد به إزالة شعث الشعر به.

ففي هذا الحديث زيادة: أن يتطيب، وأن يتطهر، ولا يفرق بين اثنين.

فعلى المسلم الاجتهاد في تطبيق هذه الأمور قبل الذهاب لصلاة الجمعة للحصول على هذا الأجر.

• في حديث سلمان عند البخاري ( .. إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) فاقتصر فيه على غفران ذنوب أيام الأسبوع فقط، فكيف التوفيق بين هذا وبين حديث الباب؟

يجاب بأنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر أولاً أن الغفران لأيام الأسبوع، ثم تفضل الله بزيادة ثلاثة أيام فأخبر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>