١١٩٢ - عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رِضَيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
(مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ) أي: المسلمين، وفي حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (من سلّ علينا السيف).
(فَلَيْسَ مِنَّا) أي: ليس على طرقتنا وهدينا وليس معناه أنه كافر، كما سيأتي.
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد: تحريم قتال المسلمين ومحاربتهم، لأن حمل السلاح عليهم معناه قتالهم وترويعهم.
فالحديث فيه الوعيد الشديد لمن حمل السلاح على المسلمين لقتالهم وترويعهم لقوله (ليس منا).
قال ابن حجر: معنى الحديث حمل السلاح على المسلمين لقتالهم به بغير حقّ؛ لما في ذلك من تخويفهم، وإدخال الرعب عليهم، لا من حمله لحراستهم مثلاً، فإنه يحمله لهم، لا عليهم.
قال: وكأنه كنى بالحمل عن المقاتلة، أو القتل للملازمة الغالبة. قال ابن دقيق العيد -رحمه اللَّه تعالى-: يحتمل أن يراد بالحمل ما يُضادّ الوضع، ويكون كنايةً عن القتال به، ويحتمل أن يُراد بالحمل حملها؛ إرادة القتال به لقرينة قوله (علينا) ويحتمل أن يكون المراد حمله للضرب به، وعلى كلّ حال ففيه دلالة على تحريم قتال المسلمين، والتشديد فيه.
• ما معنى قوله (ليس منا)؟
قال ابن حجر في الفتح في شرح قوله -صلى الله عليه وسلم- (ليس منا) أي: من أهل سنتنا وطريقتنا، وليس المراد به إخراجه عن الدين، ولكن فائدة إيراده بهذا اللفظ المبالغة في الردع عن الوقوع في مثل ذلك، وقيل المعنى ليس على ديننا الكامل أي أنه خرج من فرع من فروع الدين وإن كان معه أصله.
وقال البغوي: لم يرد به نفيه عن دين الإسلام، إنما أراد إنه ترك إتباعي، إذ ليس هذا من أخلاقنا وأفعالنا، أو ليس هو على سنتي و طريقتي في مناصحة الإخوان، هذا كما يقول الرجل أنا منك، يريد به الموافقة والمتابعة قال الله سبحانه وتعالى إخباراً عن إبراهيم -عليه السلام- (فمن تبعني فإنه مني). (شرح السنة).
فليس المقصود منه نفي أصل الإيمان، وإنما كما نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه من الوعيد الدال على نقص في الإيمان المفروض أو الواجب حيث قال (فحيث نفى الله الإيمان عن شخص، فلا يكون إلا لنقص ما يجب عليه من الإيمان، ويكون من المعرضين للوعيد، ليس من المستحقين للوعد المطلق، وكذلك قوله (من غشنا فليس منا ومن حمل علينا السلاح فليس منا) كله من هذا الباب، لا يقوله إلا لمن ترك ما أوجب الله عليه، أو فعل ما حرم الله ورسوله، فيكون قد ترك من الإيمان المفروض عليه ما ينفي عنه الاسم لأجله، فلا يكون من المؤمنين المستحقين للوعد، السالمين من الوعيد).