٣٩٧ - وَعَنْهُ قَالَ: (أَتَى اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى اَلْمَسْجِدِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ اَلنِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَأَجِبْ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
===
(أَتَى اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ أَعْمَى) جاء في رواية عند أبي داود (أن ابن أم مكتوم قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، إني ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: نعم، فلما وليت، دعاني فقال: أتسمع النداء؟ قلت: نعم، قال: لا أجد لك رخصة).
• على ماذا يدل الحديث؟
الحديث دليل على وجوب صلاة الجماعة لمن سمع النداء.
• قوله -صلى الله عليه وسلم- (هل تسمع النداء) هل حتى ولو كان ذلك بمكبرات الصوت؟
لا، المعتبر في سماع النداء بدون مكبر الصوت، لأمرين:
الأول: أن مكبر الصوت لا ينضبط، فقد يكون قوياً فيرسل لمسافات بعيدة جداً.
ثانياً: أنه لو علق الأمر بمكبر الصوت، لحصل للناس مشقة، لأن مكبر الصوت ينادي من مسافة بعيدة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - في سؤال عن جماعة خرجوا إلى ضواحي المدينة للنزهة، وسمعوا الأذان من أطراف المدينة، فهل تلزمهم الصلاة في المسجد، أو يصلون في مكانهم.
قال: الظاهر أن هؤلاء لا تلزمهم صلاة الجماعة في المسجد إذا كانوا إنما يسمعون صوت المؤذن بواسطة مكبر الصوت، وأنه لولا المكبر ما سمعوا، لأن هذا السماع غير معتاد ولا ضابط له.
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- أن من سمع النداء فعليه الإجابة إذا كان منزله بعيداً.
- أنه إذا لم يسمع النداء فله رخصة أن يصلي في بيته.
- أن العمى ليس عذراً بالتخلف عن الجماعة إذا كان يسمع النداء.
- أهمية صلاة الجماعة، حيث لم يرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الأعمى بالتخلف عنها مع قدرته.
- حرص الصحابة على التفقه في الدين.
- أن صلاة الجماعة واجبة في المسجد.
- الحديث دليل على ضعف قول من يقول: إن صلاة الجماعة فرض كفاية.