١٥١٢ - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (اَلْعَجَلَةُ مِنَ اَلشَّيْطَانِ) أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ.
===
[ما صحة حديث الباب؟]
إسناده ضعيف؛ فيه عبد المهيمن بن عباس، وهو ضعيف.
-ماذا نستفيد من الحديث؟
ذم العجلة والتسرع في الأمور دون تفكر أو روية.
قال المناوي: العجلة: فعل الشيء قبل وقته اللائق به.
[ما معنى الحديث (العجلة من الشيطان)؟]
قال المناوي: (التَّأنِّي مِنْ الله تعالى أي: ممَّا يرضاه ويثيب عليه، والعَجَلَة مِنْ الشَّيطان أي: هو الحامل عليها بوسوسته؛ لأنَّ العَجَلَة تمنع مِنْ التَّثبُّت، والنَّظر في العواقب.
وقال ابن القيِّم: العَجَلَة مِنْ الشَّيطان فإنَّها خفَّةٌ وطيشٌ وحدَّةٌ في العبد تمنعه مِنْ التَّثبُّت والوقار والحِلْم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعًا من الشُّرور، وتمنع عنه أنواعًا من الخير.
قال الغزالي: الأعمال ينبغي أن تكون بعد التَّبصرة والمعرفة، والتَّبصرة تحتاج إلى تأمُّل وتمهُّل، والعَجَلَة تمنع مِنْ ذلك، وعند الاستعجال يروِّج الشَّيطان شرَّه على الإنسان مِنْ حيث لا يدري.
والعجلة: -صفة جُبِلَ الإنسان وفطر عليها إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى قد حذَّره منها.
كما قال ربنا تعالى (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ).
ولأن العجلة من مقتضيات الشهوة فقد ذُمت في القرآن الكريم.
ومن ذلك قوله تعالى: - (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ * أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ).
وقوله تعالى (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ).
وغيرهما من الآيات التي تبين قبح العجلة ..
بل إن الله تعالى نهى نبيه -صلى الله عليه وسلم- عن العجلة بالقرآن (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ)
وقوله تعالى أيضاً (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ).
وبين تعالى أن العجلة من طبع الإنسان؛ لتنبيهه على ضرورة التعامل بضدها، فقال عزَّ وجل (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً).