للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٩ - وَعَنْهَا; (أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ اَلْغَائِطِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ) أَخْرَجَهُ اَلْخَمْسَةُ. وَصَحَّحَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَالْحَاكِم.

===

• ما صحة الحديث؟

الحديث صحيح، فقد صححه: الحاكم وابن حبان والنووي والألباني.

• ما الدعاء المشروع الذي يقال بعد الخروج من الخلاء؟

قول: غفرانك، وهذا القول مستحب، لأنه فعل.

لحديث الباب.

• متى يقوله إذا كان في الصحراء؟

يقوله إذا فارق البنيان.

• ما الحكمة من قول (غفرانك) بعد الخروج من الخلاء؟

اختلف العلماء في الحكمة على أقوال:

القول الأول: يستغفر الله لأنه ترك ذكر الله في تلك الحالة.

فإنه -صلى الله عليه وسلم- كان يذكر الله على كل أحيانه إلا في حال قضاء الحاجة، فجعل ترك الذكر في هذه الحالة تقصيراً وذنباً يستغفر منه، (وهذا فيه نظر).

القول الثاني: استغفر لتقصيره في شكر نعمة الله عليه بإقداره على إخراج ذلك الخارج.

قال الشوكاني: وفي حمده إشعار بأن هذه نعمة جليلة ومنّة جزيلة، فإن انحباس ذلك الخارج من أسباب الهلاك، فخروجه من النعم التي لا تتم الصحة بدونها، وحقٌ على من أكل ما يشتهيه من طيبات الأطعمة فسدّ به جوعته، وحفظ به صحته وقوته، ثم لما قضى منه وطره، ولم يبق فيه نفع، واستمال إلى تلك الصفة الخبيثة المنتنة، خرج بسهولة من مخرج معد لذلك أن يستكثر من محامد الله جلّ جلاله.

القول الثالث: أنه لما تخفف من أذية الجسم دعا الله أن يخفف عنه أذية الإثم.

قال ابن القيم: إن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه، فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب، فحمد الله عند خروجه على خلاصه من هذا المؤذي لبدنه وخفة البدن وراحته، وسأل الله أن يخلصه من المؤذي الآخر، ويريح قلبه منه، ويخففه.

والصحيح ما قاله الشوكاني.

• لماذا قول من قال: لأنه ترك ذكر الله في المكان، قول ضعيف؟

لأنه انحبس عن ذكر الله في هذا الموطن بأمر الله، وإذا كان كذلك فإنه لا يقال عنه: إنه غافل عن الذكر، بل هو ممتثل متعبد لله تعالى، كالحائض لا تصلي ولا تصوم، ولا يسن لها إذا طهرت أن تستغفر الله من تركها ذلك.

• هل وردت أدعية تقال بعد الخروج من الخلاء غير هذا الدعاء؟

نعم، وردت بعض الأدعية التي تقال بعد الخروج من الخلاء، لكنها لا تصح:

حديث أنس: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني). رواه ابن ماجه، وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف جداً.

وعن ابن عمر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء قال: أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم. وإذا خرج قال: الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيّ قوته، وأذهب عنّي أذاه). رواه ابن السني وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>