للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما الحالة الوحيدة التي تبطل بها الصلاة في هذه الحالة؟

في حالة الحدث، لأن الحدث لا يمكن معه بناء بعض الصلاة على بعض.

• اختلف العلماء في موقع سجود السهو، هل يكون قبل السلام أم بعده؟ اذكر الخلاف؟

اختلف العلماء متى يكون سجود السهو هل هو قبل السلام أم بعده على أقوال:

القول الأول: السجود للسهو محله قبل السلام.

وبهذا قال: مكحول، والزهري، وابن المسيب، وهذا مذهب الشافعي.

أ-لحديث عبد الله بن بحينة السابق، الذي فيه: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك التشهد الأول وسجد للسهو قبل السلام).

ب-ولحديث أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى … فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم).

ج-وقالوا: إن سجود السهو إتمام للصلاة، وجبر للنقص الحاصل بها، فكان قبل السلام لا بعده.

القول الثاني: أن سجود السهو كله بعد السلام.

وبهذا قال: الحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والثوري، وهذا مذهب أبي حنيفة.

أ-واستدلوا بحديث الباب (حيث أنه -صلى الله عليه وسلم- سها فسلم قبل تمام الصلاة، فأتمها ثم سلم ثم سجد للسهو وسلم) فكل سهو مثله يكون سجوده بعد السلام من الصلاة.

ب-ولحديث ابن مسعود في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب … فليتم ثم يسلم ثم يسجد).

ج-ولحديث ثوبان. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (لكل سهو سجدتان بعدما يسلم) رواه أبو داود، وضعفه البيهقي والنووي وابن تيمية.

القول الثالث: أنه كله قبل السلام إلا إذا سلم قبل تمام الصلاة.

وهذا المشهور من مذهب الحنابلة.

لحديث الباب في قصة ذي اليدين، حيث سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة قبل إتمامها، فأتمها وسجد للسهو بعد السلام.

قالوا: فيقتصر السجود بعد السلام على هذه الصورة وهي السلام قبل تمام الصلاة، ويبقى ما عداها من الصور على الأصل، وهو السجود قبل السلام.

القول الرابع: التفريق، فما كان عن نقص قبل السلام، وما كان عن زيادة فبعد السلام.

وهذا مذهب مالك.

قال ابن عبد البر: وبه يصح استعمال الخبرين جميعاً، وقال: واستعمال الأخبار على وجهها أولى من ادعاء النسخ.

أدلتهم على سجود السهو من زيادة يكون بعد السلام:

أ-حديث الباب في قصة ذي اليدين، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- سلم من ركعتين، فلما ذكره ذو اليدين أتم صلاته ثم سلم ثم سجد للسهو ثم سلم.

وجه الدلالة: أنه -صلى الله عليه وسلم- زاد في الصلاة حيث سلم قبل تمامها، والسلام قبل تمام الصلاة من الزيادة فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>