• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- هذا الحديث أصل في احترام الإنسان والمحافظة على حياته، وفيه وعيد شديد من الله عزّ وجلّ لمن آذى عباده؛ لأن الإنسان أكرم عند الله من الحيوان.
وانظر إلى فقه الإمام الزهري - رحمه الله - حيث روى مسلم في (صحيحه) من حديث معمر قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين، قال الزهري: أخبرني حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا مت فاحرقوني، ثم اسحقوني، ثم أذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر عليّ ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه به أحداً. قال: ففعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك يا رب أو قال مخافتك، فغفر له بذلك».
قال الزهري: وحدثني حميد عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً».
قال الزهري: "ذلك لئلا يتّكل رجل ولا ييأس رجل".
هذا هو فقه الزهري لهذه الأحاديث: لئلا يتكّل رجل على رحمة الله فيظن أنه بفعله لن ينال عذابه، ولئلا ييأس رجل من رحمته فيظن أنه لن يغفر له.
وانظر إلى الصورة المقابلة لهذا الحديث:
حديث عظيم آخر في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بينما كلبٌ يطيف برَكِيّة كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فسقته، فغفر لها به».
فهما امرأتان: الأولى لم يُذكر أنها عصت، ولكنها حبست الهرة وماتت من الجوع، فغضب الله عليها، وأدخلها بسبب ذلك النار، والثانية بغي لها معصية، ولكنها سقت الكلب، فشكر الله لها فغفر لها وأدخلها الجنة.
- التحذير من أسباب دخول النار.
- جواز اتخاذ الهرة في البيت.
- تحريم تعذيب الهرة وغيرها من الحيوان الذي لا يؤذي.
- أن تعذيب الإنسان بغير حق يحرم من باب أولى.
- أنه لا مانع من حبس الهرة في البيت بشرط سقيها وإطعامها.
- أن الجزاء من جنس العمل فكما عذبت المرأة الهرة بحبسها وإهمالها عذبت بدخولها النار.
- أنه لا يجب إطعام الهر إلا عند حبسه.
- تفخيم شأن الذنب ولو كان صغيراً، وأن الإصرار على الصغائر يلحقها بالكبائر.
- الإيمان بالغيب.
- إثبات وصول عذاب النار إلى مستحقه قبل يوم القيامة.
- التنبيه على العناية بالسجناء والإحسان إليهم.
- أن النار موجودة الآن.
- وجوب سقي وإطعام السجين على من سجنه.
- أن الإنسان إذا لم يحصل منه الإحسان فلا أقل من الابتعاد عن الإساءة.
الثلاثاء: ١١/ ٣/ ١٤٣٧ هـ