للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٧ - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ (كَانَ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُخَفِّفُ اَلرَّكْعَتَيْنِ اَللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ، حَتَّى إِنِّي أَقُولُ: أَقَرَأَ بِأُمِّ اَلْكِتَابِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

===

(أَقَرَأَ بِأُمِّ اَلْكِتَابِ) أي سورة الفاتحة، سميت بذلك: قيل: لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، وبقراءتها في الصلاة قبل السورة، وقيل: أم الشيء أصله، وهي أصل القرآن لاشتمالها على أنواع أغراض القرآن ومقاصده، قال الرازي: " سميت أم القرآن وأم الكتاب، لأنها أصل القرآن، منها بدئ القرآن ".

• ما السنة في راتبة الفجر التخفيف أم التطويل؟

المستحب تخفيفها.

وهذا مذهب جماهير العلماء.

أ-لحديث الباب.

ب-ولحديث حفصة قالت (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين) رواه مسلم.

ج-ولحديث عائشة قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففها) متفق عليه.

وذهب الحنفية إلى استحباب تطويلها.

واستدلوا بالأحاديث الواردة في الترغيب في تطويل الصلاة، كقوله -صلى الله عليه وسلم- (أفضل الصلاة طول القنوت).

والصحيح أن حديث (أفضل الصلاة طول القنوت) عام، وحديث الباب خاص.

• ما الحكمة من تخفيفها:

قيل: ليبادر إلى صلاة الفجر في أول الوقت، وبه جزم القرطبي.

وقيل: ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين كما يصنع في صلاة الليل، ليدخل في الفرض بنشاط واستعداد تام.

• ما معنى قولها (حتى إني أقول: هل أقرأ بأم القرآن)؟

قال النووي: هذا الحديث دليل على المبالغة في التخفيف، والمراد المبالغة بالنسبة إلى عادته -صلى الله عليه وسلم- من إطالة صلاة الليل وغيرها من نوافله.

• هل ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يزيد في راتبة عن الفجر على أم الكتاب؟

نعم، فقد استدل بحديث الباب من قال: إنه لا يزيد فيهما على أم القرآن، وهو قول مالك.

وقال الجمهور: باستحباب ذلك.

وقالوا: معنى قول عائشة (هل قرأ بأم القرآن) أي مقتصراً عليها، أو ضم إليها غيرها، وذلك لإسراعه بقراءتها، وكان من عادته أن يرتل السورة حتى يكون أطول فيها.

• ما رأيك بقول من قال: إنه لا قراءة في راتبة الفجر أصلاً، استدلالاً بحديث الباب؟

قال النووي: وهو غلط بيّن، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة التي ذكرها مسلم بعد هذا، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بعد الفاتحة بـ (قل يا أيها الكافرون) … وثبت في الأحاديث الصحيحة أنه لا صلاة إلا بقراءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>