و-وقال الشوكاني: وقد جَمَعَ صاحِبُ البدر المنير بين هذه الأحاديث فقال النهيُ متوجِّهٌ إلى الإفراد، والصومُ باعتبارِ انضمامِ ما قَبْلَهُ أو بَعْدَهُ إليه، ويؤيِّدُ هذا ما تقدَّمَ من إذنه -صلى الله عليه وسلم- لِمَنْ صام الجُمُعَةَ أنْ يصوم السَّبْتَ بعدها، والجَمْعُ مهما أمْكَنَ أولى من النسخ.
ك- وهو رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
فائدة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وليعلم أن صيام يوم السبت له أحوال:
الحال الأولى: أن يكون في فرضٍ كرمضان أداء، أو قضاءٍ، وكصيام الكفارة، وبدل هدي التمتع، ونحو ذلك، فهذا لا بأس به ما لم يخصه بذلك معتقدا أن له مزية.
الحال الثانية: أن يصوم قبله يوم الجمعة فلا بأس به؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لإحدى أمهات المؤمنين وقد صامت يوم الجمعة:(أصمت أمس؟) قالت: لا، قال:(أتصومين غدا؟) قالت: لا، قال:(فأفطري) فقوله: (أتصومين غدا؟) يدل على جواز صومه مع الجمعة.
الحال الثالثة: أن يصادف صيام أيام مشروعة كأيام البيض ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وستة أيام من شوال لمن صام رمضان، وتسع ذي الحجة فلا بأس، لأنه لم يصمه لأنه يوم السبت، بل لأنه من الأيام التي يشرع صومها.
الحال الرابعة: أن يصادف عادة كعادة من يصوم يوماً ويفطر يوماً فيصادف يوم صومه يوم السبت فلا بأس به، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين:(إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه)، وهذا مثله.
الحال الخامسة: أن يخصه بصوم تطوع فيفرده بالصوم، فهذا محل النهي إن صح الحديث في النهي عنه. (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين).
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- حديث أم سلمة يدل على جواز صوم يوم السبت ويوم الأحد.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على نكارة حديث الصماء كما تقدم.
- أن مخالفة أهل الكتاب غاية مقصودة في الشرع، لأن المشابهة في الظاهر تورث المودة في الباطن.