٦٠٨ - وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى -رضي الله عنه- قَالَ (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
(إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ) أي: بزكاتهم ليفرقها عنهم.
(قَالَ: "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِم) أي: ارحمهم واغفر ذنوبهم، وفي الحديث زيادة (فأتاه أبي أبو أوفى فقال: (اللهم صلِّ على آل أبي أوفى) يريد أبى أوفى نفسه، لأن الآل يطلق على ذات الشيء.
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد: استحباب الدعاء لدافع الزكاة.
وجمهور العلماء على أن الدعاء لدافع الزكاة سنة مستحبة وليس بواجب.
وذهب أهل الظاهر إلى أنه واجب، للآية (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ).
قال الجمهور: الأمر في حقنا للندب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً وغيره لأخذ الزكاة، ولم يأمرهم بالدعاء.
قال الشوكاني: وأوجبه بعض أهل الظاهر، وأجيب: بأنه لو كان واجباً لعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- السعاة، ولأن سائر ما يأخذه الإمام من الكفارات والديون وغيرها لا يجب عليه فيه الدعاء، فكذلك الزكاة.
• لماذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لمن يأتي بصدقته؟
استجابة لأمر الله تعالى في قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) فكان -صلى الله عليه وسلم- امتثالا لأمر ربه إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: (اللهم صلِّ عليهم).
ومعنى الصلاة عليهم: الدعاء لهم.
• ما حكم مكافأة المحسن؟
سنة ولو بالدعاء.
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داود.
والحكمة في مكافأة المحسن:
أولاً: تشجيع ذوي المعروف على فعل المعروف.
ثانياً: أن يكسر بها الذل الذي حصل له بصنع المعروف إليه.