للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي من أسباب عذاب القبر.

كما جاء في حديث ابن عباس قال (مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) وجاء في رواية (بالغيبة).

وهي ذنب عظيم كبير.

عن عائشة. قالت (قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة: فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) رواه أبو داود.

وهي سبب من أسباب دخول النار.

كما في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِى بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ).

وفي رواية (وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغَ ما بلغت، يكتبُ الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه) رواه مالك.

وهي سبب للعذاب قبل الآخرة.

كما في حديث أنس. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم! فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود.

ومن اغتاب الناس وفضحهم عاقبه بمثل ذلك وفضحه الله.

قال -صلى الله عليه وسلم- (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).

[اذكر بعض أقوال السلف في التحذير من الغيبة؟]

قال يحيي بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.

واغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.

وقيل للربيع بن خثيم: ما نراك تغتاب أحداً؟ فقال: لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس.

وقال الإمام مالك: أدركت بهذه البلدة - يعني المدينة - أقواماً ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم.

ذكر أن عيسى قال لأصحابه: أرأيتم لو أتيتم على رجل نائم، قد كشف الريح عن بعض عورته؟ كنتم تسترون عليه؟ قالوا: نعم؟ قال: بل كنتم تكشفون البقية، قالوا: سبحان الله؟!! كيف نكشف البقية؟

قال: أليس يُذكر عندكم الرجل فتذكرونه بأسوأ ما فيه، فأنتم تكشفون بقية الثوب عن عورته.

<<  <  ج: ص:  >  >>