قال النووي: قوله -صلى الله عليه وسلم- (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فيه وجهان:
أحدهما: يرفعه في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس، ويجل مكانه.
والثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا.
قال العلماء: وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة، والله أعلم. (شرح نووي).
[اذكر بعض صور تواضعه -صلى الله عليه وسلم-؟]
التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها.
عن الأسود قال (سألتُ عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله -، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة).
قال الحافظ ابن حجر: وفيه: الترغيب في التواضع وترك التكبر، وخدمة الرجل أهله.
التواضع مع الصغار وممازحتهم
عن أنس قال (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس خلُقاً، وكان لي أخ يقال له " أبو عمير " - قال: أحسبه فطيماً - وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير) متفق عليه.
قال النووي:
" النُّغيْر " وهو طائر صغير. و" الفطيم " بمعنى المفطوم.
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً منها: … ملاطفة الصبيان وتأنيسهم، وبيان ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه من حسن الخلُق وكرم الشمائل والتواضع.