١٤٦٩ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (تَعِسَ عَبْدُ اَلدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالْقَطِيفَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
===
(تَعِسَ) هو بكسر العين، ويجوز بفتحها، أي سقط، والمراد هنا: هلك. [قاله الحافظ ابن حجر]
وقال في موضع آخر: هو ضد سَعِدَ، أي شقي.
(عبد الدينار) الدينار من الذهب.
سماه عبداً لكونه هو المقصود بعمله، فكل من توجه بقصده لغير الله، فقد جعله شريكاً لله في عبوديته، كما هو حال الأكثر.
(تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة) (الخميصة) كساء يلبس لونه أسود. (الخميلة) القطيفة، سميت بذلك لأنها ذات أخمل.
(إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط) يحتمل أن يكون المعطي هو الله، أي إن قدّر الله له الرزق والعطاء رضي وانشرح صدره، وإن منع وحرم المال سخط بقوله وقلبه.
تنبيه:
لفظ الحديث كاملاً:
قال -صلى الله عليه وسلم- (تَعِسَ عبد الدينار، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميل، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذٌ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثَ رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شَفَعَ لم يُشفع).
(تعس وانتكس) أي خاب وهلك (انتكس) أي: انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له.
(وإذا شيك فلا انتقش) أي إذا أصابته شوكة. (فلا انتقش) أي فلا يقدر على انتقاشها، وهو إخراجها بالمنقاش.
وقال الحافظ: أي إذا دخلت فيه شوكة لم يجد من يخرجها.
وهذه الجمل الثلاث يحتمل أن تكون خبراً منه -صلى الله عليه وسلم- عن حال هذا الرجل، وأنه تعاسة وانتكاس، وعدم خلاص من الأذى، ويحتمل أن يكون من باب الدعاء على من هذه حاله، لأنه لا يهتم إلا للدنيا، فدعا عليه أن يهلك وأن لا يصيب من الدنيا شيئاً، وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه.
(طوبى) اختلف المفسرون في معنى: {طوبى لهم وحسن مآب}
فروي عن ابن عباس أن معناه: " فرح وقرة عين، وعن قتادة: " أصابوا خيراً "، وقال ابن عجلان: " دوام الخير "، وقيل الجنة، وقيل شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث.